الفصل العشرون
مذهب أهل البيت ما بيع القمع والنشر
كنت أفكر كيف أن نجم المذهب الشيعي كان له أن يصير إلى الائتلاق أكثر فأكثر ، ومع كُلّ هذه التأثيرات والضغوط المتواصلة عبر التاريخ! إنّها حقاً لمعجزة ليس يقدر عليها سوى اللّه ، وما كان يريده اللّه ، فخليق بالبشرية وحري بأبناء آدم أن يطلبوه ولو حبواً على الثلج! لقد انتهز العباسيون فرصة اندحار الأمويين عن طريق اعلاناتهم الخفية لبني العباس واعلاناتهم الموهمة عن أن حكومتهم ما قامت ، وثورتهم ما اشتعلت إلاّ للرضا من آل محمّد .. فكيف لهم أن يعلنوا عن ذلك ، ويعملوا على تقتيل أبناء علي ، ومطاردة أولادهم ، بدلاً من مودتهم؟! وإذا ما كانوا قد تجاوزا هذه الفترات ، فإنّه كان لهم ان يشعروا بضرورة الافصاح عن مآربهم الحقيقية ، والاستطال والتيه في سوابح السلطنة والدنيا ، وذلك بعد أن استتب لهم الأمر ، ونفذت رماح حال الوأد السياسي إلى كُلّ الارجاء ، وعزموا على الأمر والنهي دون أكتراث ، بعدها صنعوا ما صنعوا ، ووظفوا ما وظفوا حتّى صاروا يحاربون آل علي ، ويقتّلون أبناءه ، ويصرعون أحباءه من بعد أن جعلوا يجهزوا على أئمة الشيعة من ولد علي وفاطمة .. أسباط الرسول محمّد! إلاّ أنهم ما كانوا لتمكنوا من ذلك حتّى كان جعفر الصادق قد تمكن من نشر تعاليم عقائده وترجى مذهبه الذي ليس لاحد أن يفكر بأنه كان لفقهه أو عقائده ، أو أيّما مقدار من مقاديره ، له أن