وعمل به في زمن الصحابة ».
ـ « ومن قام بنشره؟ ».
ـ « لقد قام بنشره جماعة من الصحابة الافذاذ ، كأبي ذر الغفاري ، وسلمان ، والمقداد ، وعمار بن ياسر وغير هم ».
ـ « ولماذا أختص المذهب بالإمام جعفر الصادق؟ ».
ـ « أما اختصاصه بالإمام الصادق ، فإنه يرجع إلى الأسباب التي عصفت بتلك الفترة التي امتدت ما بين شيخوخة الدولة الأموية ، وطفولة الدولة العباسية ، وفيها اتسع المجال للإمام الصادق لنشر العلم وبث الأحكام الإلهية ، ونشر التعاليم النّبوية التي استقاها عن أبيه عن جده عن رسول اللّه ».
ـ « تقصد عند رفع تلك الرقابة التي جعلها الأمويون ».
ـ « أجل ، تلك الرقابة التي وضعت أساساً للحيلولة بين الأُمّة وبين أهل البيت ، فاشتهر في ذلك العصر ذكر جعفر بن محمّد واتسعت أمامه حرية القول ، وحرية النقض والابرام في شأن الحقائق الدينية من جهة ، الموضوعات على غير أساس صحيح من الأحاديث والسنة من جهة أخرى ».
ـ « والطلبة؟ ».
ـ « لقد ازدحم طلاب العلم على أبواب مدرسته ، وكثرت الهجرة إليها ، فنسب المذهب إليه في عهد ازدهار العلم ، لأن كُلّ ما ذهب الإمام الصادق إلى تصويبه والوثوق بصحته من الأحكام أصبح بجملته يسمى : مذهب جعفر الصادق ».
ـ « وهل كان مذهب جعفر الصادق هذا ، كسائر المذاهب الإسلامية في تطوره؟ ».