ـ « لم يكن المذهب الجعفري كسائر المذاهب الإسلامية في تطور نشأته وعوامل انتشاره ، بل امتاز باستقلاله عن مقومات الماده ومؤازرة السلطة ، واستطاع بمؤهلاته الذاتية اخضاع الزمن ، واجتياز العقيات التي تقف في طريق نشره ».
ـ « وإذن؟! ».
ـ « فإنّه لولا فيض من القدسية في مبادئه ، وقوة روحية في تعاليمه ، وعناية قبل كُلّ شيء من الخالق الحكيم رحمة بهذا الخلق المتعوس ، لقضت عليه السلطات بمحاولتها القضاء عليه ولكن ذهبت تلك المحاولات ضد المذهب دون جدوى ، فكان نصيبها الفشل ونصيبه النجاح ».
ـ « وبذلك كان للظروف دورها الخطير في انتشار المذاهب الإسلامية ، مع وجود كُلّ تلك الممارسات القمعية ضد غير الموالين للسلطات الحاكمة؟ ».
ـ « لقد اتضح بالبحث عن المذاهب الإسلامية ودراساتي للظروف التي تكونت فيها ، والعوامل الرئيسية لنشر البعض وخمول البعض الآخر ، إنّما هو لتدخل السلطة التنفيذية ، فقد أخذت على عاتقها نشر ما ترتضيه منها ، ومعارضة المذهب الذي لا يروق لها نشره ، وكانت الأسباب التي أدت إلى محو تلك المذاهب البائدة بعد شهرتها بين المسلمين هي عدم المؤازرة والترغيب من قبل الدولة ».
ـ « كيف نشطت الحركة العدائية لأهل البيت ولمذهبهم بالتالي؟ ».
ـ « أما مذهب أهل البيت فقد بذلت السلطات كُلّ امكانياتها لعرقلة نشره واتساع دائرة أتباعه ، وكان لكُلّ دولة غايات تعمل على تحقيقها في مقابلة أهل البيت ، والوقوف في طريق انتشار مذهبهم في البلاد الإسلامية ، أما الدولة