الأموية فكانت مدفوعة للمعارضة بأمور ثلاثة : ».
ـ « ما هي؟ ».
ـ « أما الأمر الأول ، فهو : العداء للبيت النّبوي عداء ذاتياً متأصلاً ، توارثه الأبناء عن الآباء ولم يغير الإسلام من وجهة نظرهم هذه أي شيء بل يزداد حقدهم كُلّما زاد انتشار الإسلام بالصورة التي أرغمتهم على الدخول فيه استسلاماً لقوته ».
ـ « والأمر الثاني؟ ».
ـ « إنّ مذهب أهل البيت بانتشاره في عهدهم وعدم معارضتهم له ، معناه الضربة القاضية على الدولة ، للتفاوت العظيم بين سياسة أهل البيت وسياسة الامويين في إشاعة العدل والمساواة بين الطبقات ، ونشر التعاليم الإسلامية ».
ـ « والأمر الثالث؟ ».
ـ « إنّهم بدون شك لا يجهلون أنفسهم ومؤهلاتها للخلافة الإسلامية يعرفون الأمة واتجاه أنظارها لآل محمّد ولا توجد أي نسبة بين الأمويين وبين أهل البيت فإذا تركوا الأُمور تسير بمجراها الطبيعي يوشك أن يتأخر فوز الأمويين بالخلافة ( حتّى يلج الجمل في سم الخياط ) وهم يعلمون هذا فاتخذوا تلك التدابير لنجاح أمرهم وإن كان في ذلك تأخر المسلمين عن التقدم السريع حيناً من الدهر ».
ـ « هل يمكنك أن تتحدث لي عن معارضة معاوية بن أبي سفيان؟ كيف كانت وبماذا أتسم طابعها؟ ».
ـ « وعلى أي حال فقد واجه محبّو علي بن أبي طالب وأنصاره في عهد معاوية أنواع الأذى وضروب المحن ، وقد استعمل شتى الوسائل في معاقبتهم