ـ « دعني أكمل حديثي .. فلو سألكم فلاسفة الأغيار عمّا كان منه يوم غدير خم فقال : لماذا منع تلك الألوف المؤلّفة يومئذ عن المسير؟ حبسهم في تلك الرمضاء بهجير؟ وفيم اهتم بارجاع من تقدّم منهم ، وإلحاق من تأخّر؟ ولِمَ أنزلهم جميعاً في ذلك العراء على غير كلأ ولا ماء ، ثُمّ خطبهم عن اللّه عزّ وجلّ في ذلك المكان الذي منه يتفرقون .. ».
ـ «؟!».
ـ « .. ليبلغ الشاهد منهم الغائب ».
ـ « هذا واضح .. ولكن! ».
ـ « .. وما المقتضي لنعي نفسه إليهم في مستهل خطابه؟ إذ قال : يوشك أن يأتيني رسول ربّي فأجيب ، وإنّي لمسؤول ، وإنّكم مسؤولون ، وأي أمر يسأل النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم عن تبليغه؟ وتُسأل الأمة عن طاعتها فيه ».
ـ « إنّه أراد أن يعمل بكُلّ ما تمليه عليه .. ».
ـ « ولماذا سألهم ، فقال : ألستم تشهدون أن لا إله إلاّ اللّه ، وأن محمّداً عبده ورسوله ، وأن جنته حق ، وأن ناره حق ، وأن الموت حق ، وأنّ البعث حق بعد الموت ، وأنّ الساعة آتية لا ريب فيها ، وأنّ اللّه يبعث من في القبور؟ قالوا : بلى نشهد بذلك ».
ـ « إنّها أمور أولية .. بل تعدّ من البديهيات لدى الأنبياء .. ».
ـ « ولماذا أخذ حينئذ وعلى سبيل الفور بيد علي فرفعها إليه حتّى بان بياض ابطيه؟ فقال : يا أيّها الناس إن اللّه مولاي ، وأنا مولى المؤمنين ».
ـ «؟!».
ـ « ولماذا فسّر كلمته : وأنا مولى المؤمنين ، بقوله : وأنا أولى بهم من