الفصل الحادي والعشرون
هل أوصى الرسول أم لم يوص ِ
كنت أطوّع النفس على قبول أئمة الشيعة ، فودعتها تصير مطواعة حتّى بدأت أجلّها أكثر ومن ذي قبل ، وذلك حينما اكتشفت مقدار صبرها ، وفيض هدأتها ، وبدأت أعودها على الرضى بهذه ، وذلك ريثما تأتي مسائل أعظم ، فإنّي كنت قد عودتها على احتمال سابقاتها ، وإذا به يلوح لي إنّها تقوى على تحمل الأصعب منها والتنازل عن شيء وأشياء من غروها لقاء أن تحفل بمعان من أطيب الملامح وترتشف من لدن معين العلوم وغدير المعارف التي جعلت منها تحياها وتعيشها كما جعلت ذهني يعيش أيام التاريخ ، وكأني أنقلب زمان الأئمة الأربعة أو في عصر ما قبل صدر الإسلام ، وأيام الدعوة أو في أيام الدولة الأُموية. بينما جعلت أحتمل أسئلة وأُخرى ، كنت أجدها تنشب مخالبها في لحمي من قبل أن أنشب أظفار عقلي ومخالب ذهني في رحى أحشائها وعوالق بطونها .. فلم لم يوحي رسول اللّه لمن بعده؟ فلِمَ لم يعيّن حاكماً يأتي وراءه؟ ولم كان لأبي بكر وعمر وعثمان أن يفطنوا إلى مثل هذا الأمر حتّى كان لابنته عائشة هي الأُخرى أن تتميز ضرورة مثل هذه الوصية ، فتبعث إلى عمر بن الخطاب قبيل وفاته لتذكره بعدم ترك أُمة محمّد كالغنم ومن دون راعي .. وهل كان الرسول لا يفهم فلسفة الوصية؟ وإذن فإنّ ديننا يُحمل في قبالة كافة أديان العالم نقاط ضعفها ، لا يمكن أن سيدها أعظم عمالقة