علماء الأزهر ولا بغداد .. فأين وصية محمّد؟ وهل كان له أن يقيم دينه اللّه ، ويدع أُمته دون راع ، ليتقاسموا إرثه ومن بعدها ، في سقيفة بني ساعدة ، يكادون يحطّموا أجساد بعضهم البعض حتّى كأنهم أرادوا أن يعودوا إلى أيام ما قبل الإسلام ، لتحكمهم مقومات الحياة الجاهلية ، وأن الحكومة لا يتولاها سوى أقرب العشائر إلى الحاكم السابق ، والا فعلنا كذا وكذا؟. وهم الذين ما كانوا ليجدوا أن الدين المحمّدي قد جاء ليفرز أواصر القبيلة ، أو سيؤكد على أن الحكم يلتزم عدم الخروج من حدود نطاق القبيلة والعشائرية أو الطائفية .. فكيف كان لهم أن ينبروا بقول مثل هذه الأقاويل؟ وكيف كان لهم أن يتقاتلوا والرسول مسجىً لم يدفن بعد .. وكيف كان للرسول أن يترك أمته كهمل النعم ، فلا يوصي ، ونعترف بذلك .. اشفاقاً منّا على سمعة الصحابة ، ودعماً منّا لصحة حكوماتهم ، وتأييداً تثمينياً من قِبلنا لكُلّ خلافاتهم وجميع الأسباب التي توسلوابها لتصدّر أمر بلاد الإسلام وحكم أُمة الرسول من بعده ، وذلك على حساب سمعة هذا البطل الأخير ، والذي ظل يؤكد على أن من عمل منكم عملاً فليتمه! .. فكيف كان له أن ينسى العلم بما يقول ، فيذهب دون أن يتم رسالته .. ولقد قال له اللّه : ( اليَوْمَ أكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلامَ دِيناً ) ، فأين هي هذه النعمة ، وأين هو هذا الإكمال؟ والكُلّ يقولون إنّ رسول الإسلام ما كان قد أوصى .. وكأنه قد تعمد أعمال الفتنة ، لأ نّه ما اراد سواها ، وما كان له ان يجيء بأي تعليمة من اله السماء ان ما جاء به هو من عنده .. ولا كان هو بالذي ينطق إلاّ عن الهوى ، وما كان هو وحياً يوحى حتّى ليمكن أن يمتد مثل هذا النقص والانتقاص إلى ربِّ محمّد