مبضعه أمام نواظر كافة الحضور كما يُعملها الطبيب الجراح أمام تلامذته من طلبة كُلّية الطب ».
ـ « أووه ، هذا فريد حقاً! ».
ـ « ويقول ابن جبير في رحلته في وصف المذاهب المتغلبة على الشام في القرن السادس : إنّ الشيعة أكثر من السنيّين وقد عموا البلاد بمذهبهم ».
ـ « وبنظرك ، كم كان يبلغ عدد الشيعة الذين كانوا يسكنون بلاد الشام؟ ».
ـ « يقول كرد علي : وفي دمشق يرجع عهدهم ( أي الشيعة ) إلى القرن الأول للهجرة ، وفي أكناف حوران وهم مهاجرة جبل عامل ، وفي الشام من الإمامية عن مئتي ألف نسمة ».
ـ « أين وجدت هذا التصريح؟ ».
ـ « في كتاب خطط الشام لكرد علي نفسه ، ج ٦ ، ص ٢٥٢ ».
ـ « وجبل عامل ، على وجه الخصوص ، كيف ..؟ ».
ـ « أما جبل عامل وهو البلد الواقع بين صفد جنوباً ونهر الأولي شمالا ، غور الحولة وما والاها إلى أرض البقاع شرقاً ، والبحر المتوسط غرباً فقد كان بدء التشيع في جبل عامل بفضل الجهود التي بذلها المجاهد في اللّه أبو ذر الغفاري رضياللهعنه ».
ـ « وإذن ، فإنّ الفضل في انتشار التشيع يعود إلى أبي ذر الغفاري ليس غير؟ ».
ـ « بالتأكيد ، فإنّه ما انتشر التشيع إلاّ بسبب من دعوته! وكانت حركة العلم واسعة حتّى اليوم ، فالتشيع في لبنان منتشر بكثرة ويسير بكُلّ نظام وهدوء ، محفوظ الحقوق ، مرعي الجانب ، ولهم في جامعة النجف الأشرف جماعة ،