السوريين ، وجبل عامل للتجارة والزراعة ، ومن قبل نصف قرن ، وينوف عددهم اليوم على خمسين ألفاً ، وهم ذوو شأن وعزة هناك يقيمون شعائر الإسلام علناً ، وقد بنوا مساجد فخمة في الولايات المتحدة وفي أميركا من الشيعة قوم من الإيرانيين والهنود وقليل من العراقيين ، ولقد عمل هؤلاء اليوم على نشر التشيع عبر تأسيس مؤسسات ومراكز للدراسات والأبحاث .. فضلاً عن توطّنهم هناك واقامة المراسيم الحسينية في مختلف المراكز الشيعية التي أُسِّسَت مِن قبلهم ولهذا الغرض ، كما دخل مذهب التشيع إلى الصين منذ القرن الرابع ولهم عدد كثير هناك حتّى اليوم ، وكذلك في روسيا كان للشيعة في البلاد الروسية حرية واسعة في إقامة الشعائر الدينية كبلاد بخارى والقوقاس ، وكانوا قبل الحرب العالمية عام ١٣٣٢ هـ ، يتواردون بكثرة لزيارة المشاهد المقدسة ، ويفدون مهاجرين لطلب العلم ، وإلى اليوم منهم جماعة في النجف حالت دون وصولهم لأوطانهم ودون الصلات لهم في بلادهم هذه السلطة الحاضرة ».
ـ « وكيف هي أوضاع الشيعة في العراق؟ ».
ـ « أما العراق فقد انتشر فيه مذهب أهل البيت في الصدر الأول ، وقام بذلك أصحاب الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم في الكوفة ، والمدائن والبصرة ، وعرفت الكوفة بأنها علوية النزعة وقام رجال الدعوة في الدفاع عن أهل البيت ، وتحملوا في عهد معاوية ما تحملوا كما مر بيان ذلك ، وفي المدائن ، كان سلمان الفارسي وحذيفة بن اليمان قد نشرا دعوة التشيع هناك ، وكذلك البصرة وغيرها من مدن العراق من الشمال إلى الجنوب ، وانتشر التشيع فيها بصورة ظاهرة ، والعراق اليوم معروف بتشيعه لأهل البيت وولائهم للعترة الطاهرة ».
ـ « والشيعة هم الأكثرية في العراق ، وقد قاوموا ظلم الأتراك بثورات سجلها