التاريخ بكُلّ فخر لهم في محاربة الاستبداد ، وقاوموا الاستعمار الانكليزي ، وأعلنوا ثورة العشرين التي شيدت صرح الاستقلال الوطني ».
ـ « وفي إيران؟ ».
ـ « لقد كانت قم وحدها في القرن الأول شيعية ، وكان سير التشيع في إيران ثقيل الخطا وهم شيعة بني العباس ، وفيهم من يذهب إلى تقديس الأمويين ومناصرتهم ، كما أن في خراسان نواصب وغلاة في معاوية يدعون نبوته ، ولكن مذهب أهل البيت انتشر في بلاد إيران بصورة تدريجة على مر الأدوار ، حتّى أصبحت إيران اليوم كُلّها شيعة حكومة وشعباً ، وقامت بخدمة المذهب ونشر مآثر أهل البيت وعمارة مراقدهم ، أما عدد الشيعة في اليمن فكثير جداً جسما بلغنا ممن زاروا بلادهم هناك ، وقد انتشر التشيع في بقاع اليمن منذ صدر الإسلام. وهذا أهم الاصقاع الي تنبسط فيها منابت الشيعة ولهم في جميع أصقاع العالم جاليات منتشرة ».
ـ « وإذن ، فإنّ تاريخ الشيعة هو تاريخ حافل بالمآثر العظيمة والقيم البطولية؟ أليس كذلك؟! ».
ـ « ستتكشف لك وبالتعاقب مآثر الشيعة الفذة ، وتراثهم القيّم وخدماتهم الإسلامية ، ومواقفهم في وجوه الظلمة بصراحة لا أثر فيها للخداع والغش ، ولا يشوهها الحرص على الصلات والجوائز وطلب المناصب ».
ـ « كذلك ، فإنّي صرت استشعر أنّهم يمتازون بعواطف ملتهبة ، ويتصفون بصفات حسنة ، وذلك لامتلاكهم مشاعر وهاجة .. أليس كذلك .. أجبني بدون إطراء .. أو مداهنة؟! ».
ـ « لقد تأثرت آدابهم بآداب الإسلام وثقافته ، كما أن ذهنيتهم كانت قد