بالشيخ تقي الدين بن السبكي عن رتبة الاجتهاد ، وقد استكمل الآلة وكيف يقلد؟ ولم أذكره هو استحياء منه ولما أُريد أن أرتب على ذلك. فسكت عني ، ثُمّ قلت : ما عندي إنّ الامتناع عن ذلك إلاّ للوظائف التي قُرِّرَت للفقهاء على المذاهب الأربعة ، إن من خرج عن ذلك ، لم ينله شيء ، وحرم ولاية القضاء ، وأمتنع الناس من استفتائه ، ونسب إلى البدعة ».
فتبسّم ووافقني.
ـ « ومن هنا قوبل مذهب أهل البيت بتلك الهجمات العنيفة والحملات الظالمة ».
ـ « بالضبط! وأصبح الشيعة المتمسكون بمذهب أهل البيت عرضة لكُلّ خطر ، وغرضاً للتهم ، وأصبح الشيعي في نظر اتباع السلطة خارجاًعن الإسلام ، مفارقاً جماعتهم ».
ـ « لأ نّهم ثبتوا على الاعتقاد بالاجتهاد ، وبضرورته! أليس كذلك؟ ».
ـ « نعم! .. ولكن الشيعة ثبتوا على أخذ تعاليم الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم في أحكام الإسلام من طريق أهل البيت ، لأ نّهم عدل القرآن والتمسك بهم من دعائم الإسلام ففي اتّباعهم الهدى وهم كسفينة نوح وباب حطة ».
عندها ابتدرته بلهجة متحمسة :
ـ « وأنا لا أدري مع أي الفريقين أبحث لي عن مكان ومقعد ».
ـ « وبذلك تحملوا كُلّ ما تحملوه ، في سبيل المحافظة على وصاية النّبي في آله وساروا على نهجهم وبقي باب الاجتهاد مفتوحاً على مصراعيه ، ومدرستهم مستقلة عن تأثير السلطة ».