ـ « إنّك وبذلك تدين نفسك بنفسك! وتجيب عليها من دون أن أحمل في ذلك ألم النهوض به ، وما كنت لتقوم به حتّى كنت قد واجهتني بمختلف صنوف الادعاءات والاستدلالات التي تستهدفني بها .. وإذا بك تسعفني أنت نفسك .. ».
ـ « أرأيت كيف غابت عنك أشياء وأشياء ، حتّى إذا ظننت أنك أجبت بشيء ما تعتقد به أنّه يطفيه ظمأك تخليت عن التفكير في أصل المسألة مطلقاً .. ».
ـ « كيف .. وإنك تخبرني بأنا قد أعتقدنا بأن جسد الميت يصبح رميماً بعد مضي فترة من الزمان عليه ، لأنّ هوام وحشرات الأرض ستكون قد أتت على بدنه .. وما كان لنا أن نبحث في هذا الأمر بأنفسنا لانا قد وعيناه عن طريق آخرين .. سعوا سعيهم دوننا ، أوكان لنا إلاّ أن نلتقط عثرات مساعيهم إلاّ عن طيب رضا منهم وسعادة خاطر. لأنّ من مثل ذلك ما كان ليحصيه علينا كما يحصي أحدهم على غيره ، إنّهم يستحلبون ثمرات جهده وبالمجان! ».
ـ « أجل ، لأنّ من مثل ذلك له أن يصبح أمراً من المسلمات والبديهيات التي صادق عليها المعلم التجريبي والإلهي معاً ».
ـ « وإذن ، فأنت قد أقتنعت بما قلت ، ومن حيث لا تدري ، فإذا بك تستيقظ من حلم كنت قد شعرت بأنّ زمانه ليس له أن ينقضي .. وإذا به ينقضي ، وها أنت تراه قد تصرم بفنون لحظاته التي ما ظننتها إلاّ ساعات وأيام بل سنين طويلة .. وإذا بي أجده لا يستشعر الطمأنينة إلى انتصاره ، بل إن نفسه لتكاد تهجس ، كما لو تنتصر من دون أن تستشعر طعم النصر الحقيقي ، لأ نّها ما كانت لتستلذ بنكهته ، وذلك حينما أحسّت بأ نّها لا تمتلك حقائق استحقاقه ،