الفصل الثالث
نفسي وحصر الخلافة في أئمة العترة
أحسست بصعوبة ألمّت في حلقومي ، استصعبت حتّى ازدراد أنفاسي ، فضلاً عن ابتلاع رطوبة بلعومي حتّى شعرت بأنّ جوف فيهي قد أصابه اليباس وجفت عصاراته من أيّما لفظ ندى ، يمكن أن يصارع جدرانه ليمتزج فيها بعد ذلك ..
كنت منطرحاً فوق سريري ، فشعرت بضرورة النهوض ، رحت أذرع الغرفة جيئة وذهاباً ، خرجت إلى الفناء ، عدت بعدها إلى الغرفة ، لأ نّي ما كنت قد وجدت ثمّة ما يسلّيني ، فالفيت نفسي بعدها ، تجاذبني وما أراها إلاّ قد جعلت تناكدني ، بل تقود بي إلى فصول لا تختتم إلاّ بالنصر لها .. فقلت عندها ، وأنا أتساءل من جديد متابعاً حديثنا السابق :
ـ « ولربما جعلت القرينة على إرادته من الحدث ، أن بعض من كان مع علي في اليمن ، كان قد رأى منه شدة في ذات اللّه ، فتكلم فيه ونال منه. وبسبب من ذلك قام النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، يوم الغدير بما قام فيه من الثناء على الإمام ، وأشاد بفضله تنبيهاً إلى جلالة قدره ، وردّاً على من تحامل عليه ، ويرشد بذلك أنّه أشاد في خطابه بعلي خاصّة. فقال : من كنت وليّه ، فعلي وليّه ، وبأهل البيت عامة. فقال : إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب اللّه ، وعترتي أهل بيتي. فكان كالوصية لهم بحفظه في علي بخصوصه ، وفي أهل بيته عموماً ،