ـ « ولِمَ لا؟ وها أنت تثبت أنّه ليس له سلطان عليك ولقد أفردته وحده ، دون صاحب وصديق ، إلاّ من تراهم حولنا من إخواننا الشيعة. إنّه لا يمكن للعقيدة أن تتلاعب بعواطفنا ، فمهما كان لقاسم من تأثير على شخصيتي ، إلاّ أنّي ما كنت لا سمح له ولا لمقدار ذرة من الوقت أن يفحم عقيدتي في عرض مثل هذه الصداقة ، فيعرضها إلى الخطر لأجل أن لا يكون بميسوري مثلاً التضحية بمثلها .. هيهات! ».
ـ « أقول ، لو أن قاسماً انتقل من المذهب الحنفي إلى الشافعي وإلى الحنبلي ، أو إلى المالكي. أكان يستبد بك كُلّ هذا الشك والقلق بمشاعر ، وأحاسيس قاسم ، بل أكان لك أن تقلب الصورة التي تخيلتها عن قاسم ، واحتفظت بها له في داخل سويداء قلبك ».
ـ «؟!».
وبعد قليل من الصمت ، عاد إلى التأكيد :
ـ « فلو أنّه اختار أي مذهب آخر ، .. حقيقة! فلو أنّه اختار أي من .. وتحرك في اطار هذه المذاهب ، لما كان لي أن أنسف رأسي بمثل هذا اللون من التفكير أو حتّى بالتفكير به ».
فقلت له :
ـ « كفّ عن هذا ، يا أخ! إنك لتقلقني ، فإنّي لأراك كأبي لهب! ».
وعندها أمتقع لونه ، وذابت وجنتيه ، حتّى خلته سيضربني أو يهوى على رأسي بفأس يخفيها في أعطاف ملابسه!
ـ « أبو لهب؟! ».
ابتدرني بعصبية ، فقلت له :