ـ « إنه أحد علماء الأزهر ، وهو ما صرح به في كتاب ميدان الاجتهاد ، ص ١٤ ».
ـ «؟!».
ـ « حيث قال : وإني أستطيع أن أحكم بعد هذا بأنّ منع الاجتهاد قد حصل بطرق ظالمة ، وبوسائل القهر والاغراء بالمال ، ولا شك أنّ هذه الوسائل لو قدرت لغير المذاهب الأربعة التي نقلدها الآن لبقي لها جمهور يقلدها أيضاً ، لكانت الآن مقبولة عند من ينكرها ، فنحن إذاً في حل من التقيد بهذه المذاهب الأربعة التي فرضت علينا بتلك الوسائل الفاسدة ، وفي حل من العود إلى الاجتهاد في أحكام ديننا لأن منعه لم يكن إلا بطرق القهر ، والإسلام لا يرضى إلاّ بما يحصل بطريق الرضى والشورى بين المسلمين كما قال تعالى في الآية (٢٨) من سورة الشورى ( وَأَمْرُهُمْ شُورى بَيْنَهُمْ ).
ـ «؟!».
ـ « وقال الشاطبي : ».
ـ « رأى بعض المقلدة لمذهب إمام يزعمون أن إمامهم هو الشريعة ، بحيث يأنفون أن تنسب إلى أحد من العلماء فضيلة دون إمامهم حتّى إذا جاءهم من بلغ درجة الإجتهاد ، وتكلم في المسائل ، ولم يرتبط إلى إمامهم رموه بالنكير ، وفوقوا إليه سهام النقد ، وعدوه من الخارجين عن الجادة المفارقين للجماعة من غير استدلال منهم بدليل ، بل بمجرد الاعتبار العامي ، ولقد لقي بقيّ بن مخلد حين دخل الأندلس آتياً من المشرق من هذا الصنف الأمرين حتّى أصاروه مهجور الفناء ، مهتضم الجانب ، إلى أن يقول : وكان هؤلاء المقلدة قد صمموا على مذهب مالك بحيث أنكروا ما عداه ، وهذا تحكيم الرجال على