الرجال ، والغلو في محبة المذاهب ».
ـ « أين ذكر الشاطبي مثل هذا؟ ».
ـ « ذكر في كتاب الاعتصام ، ج ٣ ، ص ٢٥٩ ».
ـ « بأي نص سد باب الاجتهاد؟ ».
فقال مازن :
ـ « تسألنا؟ ».
ـ « لست أنا الذي أسأل ، وإنّما هو الاستاذ جمال الدين الافغاني! ».
ـ « وماذا يقول جمال الدين الأفغاني؟ ».
ـ « إنه يقول : بأي نصّ سد باب الاجتهاد؟ أو أي إمام قال : لا ينبغي لأحد من المسلمين بعدي أن يجتهدوا ليتفقوا في الدين ، أو أن يهتدي بهدي القرآن وصحيح الحديث ، أو أن يجد ويجتهد بتوسيع مفهومه ، والاستنتاج على ما ينطبق على العلوم العصرية وحاجيات الزمان وأحكامه؟ ولا ينافي جوهر النصّ أن اللّه بعث محمّداً رسولاً بلسان قومه العربي ليعلمهم ما يريد إفهامهم ، وليفهموا منه ما يقوله لهم ».
ـ «؟!».
ـ « ولقد جعل بعدها ، يردف كلامه بالقول : ولا أرتياب بأ نّه لو فسح في أجل أبي حنيفة ومالك والشافعي واحمد وعاشوا إلى اليوم لداموا مجتهدين مجدّين ، يستنبطون لكُلّ قضية حكماً من القرآن والحديث ، وكُلّما زاد تعمقهم زادوا فهماً وتدقيقاً ، نعم إن أولئك الفحول من الأئمة ورجال الأمة اجتهدوا وأحسنوا فجزاهم اللّه خير الجزاء ، ولكن لا يصح أن نعتقد أنّهم أحاطوا بكُلّ أسرار القرآن وتمكنوا من تدوينها في كتبهم ».