وسكينة حيلته ، عدلت عن الانصراف وأرتاًيتُ مواصلة قراءة أطراف المقالة ومن جديد :
ـ « .. وإني أرجع الفتنة الشعواء ، التي حصلت في عهد الخليفة عثمان التي كانت سبباً في وقف الفتح الإسلامي حيث تحولت في عهد الحرب الخارجية إلى حرب داخلية ، أرجع ذلك إلى أن عثمان كان من المحافظين ، وقد شرط ذلك على نفسه ، عندما وافق عبد الرحمن بن عوف على لزوم الاقتداء بالشيخين في كُلّ ما يعني دون اجتهاد عند انتخابه خليفة. ولم يوافق الامام علي على ذلك حينئذ قائلا : إنّ الزمن قد تغير ، فكان سبب تولي عثمان الخلافة هو سبب سقوطه ».
ـ «؟!».
ـ « ويقول العلامة العبدي في كتاب : النواة في حقل الحياة ، ص ١٢٦ : كم بين دفتي التاريخ من أحزاب سياسية استحالت إلى مذاهب دينية ، رب مغفل أرعن يحقد على أخيه لاختلاف مذهبيهما اختلافاً في الفروع منشؤه الاجتهاد ، ولا يذكر أن كلمة التوحيد التي تجمعه وأخاه على خطر عظيم ، وأن حقده هذا يزيده خطراً ».
ـ « ... ».
ـ « ويمضي بالقول : الاجتهاد مجلبة اليسر ، واليسر من أكبر مقاصد الشارع وأبدع حكم التشريع ، بالإجتهاد يتلاطم موج الرأي فينفذ جوهر الحقيقة على الساحل ، الحوادث لا تتناهى والعصور محدثات ، فإذا جمدنا على ما قيل فما حيلتنا فيما يعرض من ذاك القبيل؟ سد باب الاجتهاد اجتهاد فقل للقائل به إنّك قائل غير ما تفعل ».