ـ « وبيعة السقيفة ماذا تقول عنها؟ إنها لم تكن عن مشورة ، وإنما قام بها الخليفة الثاني ، وأبو عبيدة ونفر معهما ».
ـ « أتقصد أنهم اجتهدوا؟ والشيعة؟ ألا يقولون بالاجتهاد ، فلِمَ يحرمونه هنا ويحللونه لديهم ».
ـ « لأنّ اجتهاد الخليفة ومن معه كان خلاف النصّ؟ وهذا مرفوض قطعاً ».
ـ « أقول : إنّك تتكلم وكأنك شيعي ولست بسنّي ».
ـ « دعنا من هذا الكلام .. إن ما أقوله هو ما ظل وجعل يتلجلج في أعماقي ، إنّي أبحث له عن جواب قانع ، فلا أجد ما يبل جوفي ويسكّن فورة فؤادي ».
ـ « وبعد؟ ».
ـ « .. أجل ، وإنما قام بها الخليفة الثاني ، وأبو عبيدة ونفر معهما ».
ـ «؟!».
ـ « ثُمّ فاجأوا بها أهل الحل والعقد ، وساعدتهم تلك الظروف على ما أرادوا ».
فقال نبيل :
ـ « إنّي قد سمعت وقرأت أن بيعة السقيفة كانت قد حدثت عن مشورة وروية ».
فقلت له :
ـ « إنّ الخليفة والصحابي أبو بكر ، هو بنفسه يصرح ويعلن أمام الملأ ويقول : بأن بيعته لم تكن عن مشورة ولا عن روية ».