على منوالك؟ فما أراك تقنع بهذا. بل ما أجدك لترضى به قط! ».
ـ « لِمَ تتعجبين ممّن يحتمل إرادة هذا المعنى الذي أرى أنّ بإمكان لفظ الحديث أن يدل عليه. بل يمكن أن يُفهم منه ».
ـ « وهل كان الرسول محقاً في تأخير كُلّ هذا الحجيج وايلامهم بحر الشمس ورمضاء الصحراء ، كيما ينعشهم بمثل هذا الخبر وهذه التذكرة؟ وهل أنّ الحارث بن النعمان الفهري ما كان قد فهم من هذا الحديث سوى هذا المعنى .. وإن اشتبه عليه ، فهل كان يشتبه على رسول اللّه الذي أكّد للحارث ما ذهب إليه ذهنه من اعتقاد وفهم؟ ».
ـ «؟!».
ـ « كما أن الأولوية المآلية لا يمكنها أن تجتمع مع عموم الحديث ، لأنها تستوجب أن لا يكون علي مولى الخلفاء الثلاثة ، ولا مولى واحد ممّن مات من المسلمين على عهدهم كما لا يخفى. وهذا خلاف ما حكم به الرسول ، حيث قال : ألستُ أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا : بلى ، فقال : من كنت مولاه ( يعني من المؤمنين فرداً فرداً ) فعلي مولاه من غير استثناء كما ترى. وقد قال أبو بكر وعمر لعلي حين سمعا رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، يقول فيه يوم الغدير ما قال : أمسيت يابن أبي طالب مولى كُلّ مؤمن ومؤمنة ، فشرحا بأ نّه مولى كُلّ مؤمن ومؤمنة على سبيل الاستغراق لجميع المؤمنين والمؤمنات منذ أمسى مساء الغدير ».
ـ « وما تقولين في قولهم أن أولوية علي بالإمامة ، لو لم تكن مآلية ، لكان هو الإمام مع وجود النبيّ؟ ».
ـ « ما أقول إلاّ أنّها تمويه عجيب! بل تضليل غريب ، وتغافل عن عهود كُلّ