الفصل الرابع
وللموضوع صلة
عدتُ في المساء إلى غرفتي ، اضطجعت على السرير ، نازعتني أفكار متعددة ، شعرت بها متناقضة .. ولكن؟! لِمَ سيطرت علي هذه المسائل حتّى استحوذت على كُلّ فكري ، وسلبتني لبّي وجعلتني أسيراً لها ، لا أفكر في سواها ، طويت كشحاً عن التفكير في كُلّ شيء سواها ، حتّى عن التفكير في الأهل والذكريات ، والطموحات والآمال الجديدة ، وما يمكن أن يعتري كُلّ شاب في مقتبل عمره ، يغزو بروحه فضاء معمورة أُخرى ، لم يكن قد نشأ بين أحضانها وترعرع في كنف أهلها حتّى سكن بين ظهرانيهم ، بل لم يكن قد ولد في ربوعها. نسيت كُلّ شيء ، كنت أسلط شعاع نظر الفكر على دائرة واحدة ، يحدوني الأمل أن أبلغ ومن خلالها إلى ما يمكنه أن يريحني ويوقظني من تعاستي التي شعرت كأن حالي قد غدا كذلك .. لأ نّي بتّ أسائل القلب : ترى لو تبين لي عكس ما أرى ، فما سيكون حكم كُلّ هذه السنين التي مضت؟ وكيف لي أن أعتد بشهادة التخرج التي حصلت عليها من كلية الآداب في الجامعة .. وهل لي بعد ذلك أن أتنافس في التفاخر على أقراني .. أنا الذي كنت وما زلت أبزّ العالمين بزّاً بنهضاتي وسبحات أوطار عقلي التي لا تعرف لنفسها أيّما ظِلٍّ من حدود .. ذلك لأ نّي طيلة هذه الأيام المنصرمة ، وطوال كُلّ هذه السنين المنتفية ما كنت إلاّ غرضاً لمقامع إبليس .. إذ ما كان بي ولو للحظة واحدة أن