أفكر : ترى ما هو الفرق الحقيقي بيننا وبين الشيعة ، ولم كُلّ هذا الاختلاف؟ ولم كُلّ هذه النعرات الطائفية؟! وهذا ما كان خليقاً به أن يدفعني إلى بحث هذا الموضوع ولو بأبسط وجوهه وأقربها إلى العقل ، ومن دون إثارة أيّما نضال في السعي لإثارة نار موقد النعرات والفتنة الطائفية .. بعيداً عن كُلّ ما له أن يتصل بها لأ نّي كنت أشعر بأ نّي أستحق أن أدخل غمار أيّة مناقشة فكرية وعقلية ، طالما استقر في رأسي شيء اسمه عقل يمكن أن أعتد به ما حييت! لأ نّي شعرت بأ نّه لو لم أخرج بأيما نتيجة ، سأصادر على نفي حصائل كُلّ تلك السنين الماضية .. حتّى على مغامراتي في أيام المدرسة ، وذكرياتي المشبعة بأريج الصبا والشباب وكُلّ صداقاتي المنعكسة في مرآة قلبي .. كما للحظات الطفولة الباسمة أن تنعكس بملء الصفاء والمودة.
سعيت من جديد كيما أفتح طريقاً إلى نقاش يحمل بهاء جديداً ، طرقت باب نفسي ، فسنحت مني فرصة ، اختلست فيها النظر إليها وهي تغذّ السير في سبيل انعاشي بكُلّ ما آتاها اللّه به من قوّة حتّى علمت أن اللّه كان في عوني ، لأ نّه قلّما يوجد أُناس ، تحركهم ضمائرهم سعياً وراء الحقيقة ، أو تهزهم معابد الوجدان صعّداً نحو مفازات لا تسكن إلاّ قنن الجبال العالية والمرتفعات الشاهقة. ومن بعد أن أجازت لي ، عادت إلى متابعتي بعينيها وهي التي ما عهدتها إلاّ ملأى ببديع صور الحنان الذي لا يجود به أيّما طرف إنساني آخر .. فقالت لي :
ـ « أراك عدت أيّها المغامر؟ ».
ـ « بل ، كنت أنتظر سباقاً آخر ، وجولة جديدة! ».
فقالت لي :