ـ « وإذن ، فما عليك إلاّ أن تستمع وتصغي : فالحديث قد أخرجه الإمام أبو الفضل أحمد بن أبي طاهر في كتابه تاريخ بغداد بسنده المعتبر إلى ابن عباس ، أورده علامة المعتزلة في أحوال عمر من شرح نهج البلاغه ، ص ٩٧ من مجلده الثالث ».
سكت نبيل ، ولبث مكانه ، لا يريم ولا يحرك ساكناً .. كأن على رأسه الطير!
بينما عدت إلى القول منتهزاً الفرصة :
ـ « وتحاوروا مرة ثالثة ».
فلمّا لم يبد نبيل أيّما ردود فعل سلبية ، واصلت الكلام وأنا أُحدث قائلا ً :
ـ « فقال : يابن عباس ما أرى صاحبك إلاّ مظلوماً ، فقلت : يا أمير المؤمنين فأردد إليه ظلامته. ( قال ) فانتزع يده من يدي ومضى يهمهم ساعة ، ثُمّ وقف فلحقته ، فقال : يا بن عباس ما أظنهم منعهم عنه إلاّ أنّه استصغره قومه ، قال : فقلت : له : واللّه ما استصغره اللّه ورسوله حين أمراه أن يأخذ براءة من صاحبك ، قال : فأعرض عني واسرع ، فرجعت عنه ».