يتيسر له اطلاقه من أسره! ولقد فضلت الأُخرى ، وهي أن أنجو بنفسي ، بكُلّ ذكرياتي ، وكامل أيامي ، وكافة لحظات عمري الماضية والقادمة ، فلا أضحّي بأيّ منها حتّى السقيم منها .. أدّخرته ، كيما أوظفه لسعادة النهارات التي انتظرها في ساعات الغد. صدّقني ما كنت لأجسر على التصريح بذلك حتّى استيقظت في ذات يوم ، لاجدني كحال الذي شهد الجريمة ، وهو لا يرغب في الإدلاء بشهاته التي لها أن تنقذ بريئاً من حبل المشنقة. بل وجدتني كحال الذي ما كان يجد المتهم سوى أخيه أو أحد المقربين له من أهليه. فايهما يختار ، رضى اللّه ، أم رضى العبد المقرب ، أم ابتياع مودة اللّه ورسوله وأهل بيته ، أم مودة أهل بيته والمقربين من عشيرته .. حتّى استفقت من كابوسي ، وأنا أردد : اللّه ورسوله أحق أن ترضوه!! شعرت عندها بأني أسمع أصوات وتغاريد الملائكة ، وهي تسبّح للّه ، وتطلب منه أن يكتب لي نفس ثواب تسابيحها وابتهالاتها! ».
عندها كنت أشعر بأن أوهام عمري كان لها أن تتقضّى وبالتتابع وعلى شكل مراحل تمهيدية ، كنت قد أحسست معها أن عمري قد جعل يصير ينشق عبيراً جديداً حتى بدا لي أن أنفاسه ما عادت تحكي لي إلاّ ما جعلت تنفثه في الهواء الطلق وهي تتنفّس الصعداء :
ـ « وانقضت أوهام العمر! ».
تمّت الرواية بعونه تعالى.