ـ « لم ننته من الموضوع!
ـ « وهل له صلة؟
ـ « أجل ، فقبل كُلّ شيء ، يجب أن نلاحظ أنّ المقطع الشريف من الآية : ( اليَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا ... ).
ـ « تمهلي! أيّة آية هذه التي تتحدثين عنها ، إنّها ليست موضوعنا ».
ـ « ألم أقل لك ومن قبل إنّك بعيد كُلّ البعد عن هذه المسائل ، إنّ هذا المقطع هو الأوّل في آية الإكمال التي تستهل كلماتها به ».
ـ « أووه .. كيف هذا؟ ».
ـ « استمع إلى الآية كاملة : ( حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَما أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَما أَكَلَ السَّبُعُ إِلاّ ما ذَكَّيْتُمْ وَما ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالأَزْلامِ ذلِكُمْ فِسْقٌ اليَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي اليَوْمَ أكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلامَ دِيناً فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَة غَيْرَ مُتَجَانِف لإثْم فَإنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ).
ـ « وعليه ، فما الذي تريدين قوله؟ ».
ـ « إنّما أردت القول وقبل كُلّ شيء يجب أن نلاحظ أن المقطع : ( اليَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا ... ) كان يتعرض لموضوع مستقل عن مطلع الآية وعن ذيله أيضاً ، وذلك سواء قلنا إنّ هذا المقطع نزل في هذا الموضع من أوّل الأمر ، أو قلنا إنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم هو الذي أمر بوضعه في هذا الموضع رغم اختلاف نزوله عن الصدر والذيل ، أو قلت إنّه موضوع بهذا الموضع عند الجمع القرآني ».
ـ «؟!».