ـ « الشيعة؟ ».
ـ « أجل ، فإنّ المنطق يملي علينا الانصياع إلى مقالة ربما ارتضاها العقل والنقل ، وخلدت اليها الروح! وهو أنّ المراد بهذا اليوم هو يوم غدير خم. أي الثامن عشر من ذي الحجة من السنة العاشرة من الهجرة ، وأنّ هذا المقطع القرآني قد نزل في أمر ولاية علي بن أبي طالب ».
ـ « كيف يمكن أن يكون هذا؟ أنّا كنّا نناقش مقطعاً واحداً ، فتبين لنا أنّ المقطع السابق له هو الآخر كان قد نزل بشأن علي ».
ـ « بالضبط! وخلاصة هذا الرأي ، أنّ الكفار ومن بعد أن رأوا حقيقة الانتصار الإسلامي ، واذعنوا لسيطرة الإسلام وتوسعه ، لم يبق لديهم أمل في إيقاف الزحف الإسلامي إلى معاقلهم ، وتفتت القوى الإسلامية النامية ، إلاّ أن يتربصوا بالنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ريب المنون ، حيث تموت الحركة بموت قائدها وباعثها .. وذلك بعد أن صورت لهم أوهامهم أن قيادة الرسول للحركة الإسلامية الكبرى هي ما كانت إلاّ شبيهة بالقيادات الدنيوية المادية الأُخرى التي ذهب اتباعها بعد أن مات القائد. وهو ما ينطبق عليه التعبير القرآني : ( إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ ) ، لأن شانئ النبيّ إنسان لا يحمل هدفاً أو رسالة ».
ـ « أتريدين القول بأنّ أعداء الإسلام ، هكذا كانوا قد تصوّروا واقع الإسلام .. ».
ـ « .. ولكنهم فوجئوا بالقيادة الإسلامية الأُولى تعلن عن القيادة الإسلامية التي ستخلفها في حفظ الدين والقيام على التجربة الإسلامية ، وتوسيع مجالها ، وتعميق الجانب التربوي في حملتها .. ».
ـ « وإذا بالقيادة النبويّة التي ظنّوها ستنتهى تعلن عن الإمامة التي هي