لسانهم : ( وَإِذْ قالُوا اللّهُمَّ إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ أَوِ ائْتِنا بِعَذاب أَلِيم ) ».
ـ «؟!».
ـ « حيث نجدهم يطلبون العذاب على فرض كون النبيّ على حق ، وهو منتهى العناد ، وعظيم الوقاحة والتحدي للرسول نفسه ومن ثُمّ لوم اللّه ذاته على إنزال مثل ذلك فيما لو كان هو الفاعل ( وحسب ما يتصورون ) وما كان كُلّ هذا التحدي إلاّ مصداقاً لعدم التصديق بالرسول نفسه ، وتكذيباً له ، لأ نّه فيه اقرار بضرورة الرجوع إلى الأصل وهو اللّه وسؤاله عن حقيقة ما يقوله الرسول! لأ نّهم ما كانوا يرغبون بأن يمطر اللّه عليهم حجارة من السماء وذلك على وجه الحقيقة والتأكيد ، إلاّ أنّ مثل ذلك ما كان ليمثل إلاّ لوناً من ألوان التمرد الصريح والتمهيد لعملية انقلابية خفية! ».
ـ « كأنّها آية سأل سائل! ».
ـ « لا ، ولكن هو منتهى الطغيان والتكبر الذي تعبّر عنه آية أخرى ، هي هذه الآية نفسها : ( سَأَلَ سائِلٌ بِعَذاب واقِع ) ، الواردة في سورة المعارج : ١. وذلك على ضوء الروايات الواردة في سبب نزولها .. إذا لاحظنا كُلّ هذا قطعنا وعلمنا بأنّ أمر الولاية كان نازلا قبل يوم الغدير ، ويكون هذا شاهداً موثقاً لهذا الجمع ».