الفصل الخامس
وجاء اليوم الذي تعرّفت فيه إلى طلال عبد الواحد
إنّي لا أبحث عن مجد ، ولا كنت أفكر في اعتناقي لمذهب الشيعة ، غرضاً مني للمباهاة والافتخار ، وذلك لأنّي أرغب مثلاً أن أُثبت لأُسرتي وأهلي وأهل نحلتي ، إنّي قد شببت عن الطوق ، واستطعت أن أقرر وأصمم من دون الرجوع إليهم .. كذلك ما كنت قد قررت ومن دون اللبث والتفكير بعدم اتخاذ مثله حتّى أرجع وأشاورهم في الأمر ، وأنظر ماذا يرون؟ وإذا امتنعت عليّ المقادير دون أن أراهم وأساجلهم الحديث ، وأطارحهم بألوان المقال ، كان ليعزم من هو مثلي على ترك الموضوع والوقوف على الأعراف ، ريثما يلتقي بأحد أهليه ، واحد علماء دينه ، كيما يسعفه وينجده ، من بعد أن يدله ويرشده أي الطريقين أصح ، وأي منهما يمكن له أن يسلك!
لقد ناطحتني هذه السنين ، ولعلها أرتني ما لم أره طيلة أيام حياتي. لقد شعرت أنّي أسير في الطريق الصحيح .. إلاّ أن عليَّ أن أواصل المسير كيما يطمئن قلبي .. أشعر بأن للشيعة دور مهم في تصفية مقالة أيامي وكبح جماح تهوراتي العقائدية الماضية .. ولكن كيف؟ ولم؟ ولماذا؟ وهل أهلي وأقربائي وعلماؤنا كُلّهم كانوا عن اللغو غير معرضين .. والآن غدوت أنا الآن عنه معرضاً .. لأنّي صرت أفحص وأمحص الأشياء ، وأحاول تسلق جدران العلوم الحقيقية بعين مدركة ونفس راضية .. إلاّ أنّي بدأت أشعر بتعب مبرح ، وألم