وانقضت أوهام العمر

قائمة الکتاب

البحث

البحث في وانقضت أوهام العمر

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
إضاءة الخلفية
200%100%50%
بسم الله الرحمن الرحيم
عرض الکتاب

وانقضت أوهام العمر

وانقضت أوهام العمر

وانقضت أوهام العمر

تحمیل

شارك

ـ « وهل يمكن أن يرجع إلى هذا القول ما قيل من أنّ اللّه سبحانه أقام في دينه توازناً بين متطلبات الروح ومتطلبات البدن تحقيقاً للواقعية الكاملة ».

ـ « بالضبط! ولذا ، فإنّ هذه الأُمّة تشكل النموذج الكامل الذي يشهد على الماديين المفرطين بأ نّهم عطّلوا الجانب المعنوي الراقي في الوجود الإنساني ، وأخلدوا إلى البهيمية ».

ـ « كما يشهد على أولئك الذين أغرقوا في الجانب الروحي ، فخرجوا عن صراط الاعتدال وراحوا إلى الرهبنة المقيتة ».

ـ « وعليه ، فتكون هذه الأُمّة مثلاً أعلى للناس ، كما أنّ الرسول الأعظم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم هو المثال الأكمل لهذه الأُمّة.

ـ « ولي أن أرى أنّه ليقرب من هذا الرأي ، ما تفيده آية أُخرى ».

ـ « أجل ، فإنّه قد قيل بأنّ هذه الآية تؤدي ما بينته الآية الكريمة الأُخرى : ( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّة أُخْرِجَتْ لِلنّاسِ ) (١) .. فهذه الأُمّة المسلمة هي أسمى أُمّة وأكملها ، وهي واسطة العقد بين الأُمم ».

ـ « وهل ثمة آراء أُخرى حول هذا المطلب؟ ».

ـ « لقد قيل بأنّ المراد هو جعل هذه الأُمّة حجّة ومناراً للخلق ، فهي تبلغ أحكام الإسلام ، وتعلم الناس سبيل الكمال. كما أنّ الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حجّة عليها ، إذ تؤخذ معالم الدين منه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، بينما يأخذ الناس منها هذه المعالم السامية ، فتكون حجّة عليهم حتّى تصير وسطاً بينهم وبينه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، كما أنّه وسط بين الأُمّة وبين اللّه تعالى ».

____________

(١) آل عمران : ١١٠.