شهادة على شافعي زوراً ، فأجابه المفتي : ألست تعتقد أن دمه وماله حلال؟ قال : نعم. قال : فما دون ذلك ، فاشهد وادفع فساده عن المسلمين! ».
ـ «؟!».
ـ « وهذه الأُمور التي ابتلي بها الإسلام إنّما هي من جنايات علماء السوء الذين تزلفوا للدولة ، وتأثروا بسياستها لفتح باب الشحناء ، والنزاع ، والتخاصم ، والبغضاء بين طوائف المسلمين. فتجد الحنابلة يتعصبون على الحنفية ، والحنفية على الحنابلة! ولو أنعمنا النظر في طيات التاريخ ، واستعرضنا حوادث الفتن بين المنتسبين إلى السنّة بعضهم مع بعض ، فإنّنا سنجد من الوقائع ما يؤلم قلب كُلّ مسلم. ( بينما ساءلني ) هل سمعت مقالة الأُستاذ السيد محمّد رشيد رضا ، صاحب المنار؟ ».
قلت :
ـ « لا؟ ».
قال :
ـ « إنّه يقول : ومن أغرب ما تجد أنّ العدوان بين الشافعية ، كان من أسباب حملة التتار على المسلمين ، تلك الحملة التي كانت أول صدمة ، صدعت بناء قوة المسلمين صدعاً ، لم يلتئم من بعده. أدر طرفك في بلادهم اليوم ، وأُنظر حال هذه المذاهب ، على ضعف الدين في نفوس الجماهير ، تجد ( .. وعندها كأنّه تذكر حضوري وكأ نّه كان قد نسيني كليّاً حتّى إذا آنس في وجهي تطلعاً راشداً ، يبحث عن أسباب العلوم وضفاف الحقائق ، تابع كلامه من دون أيّما تردد ورجوع ، لأنّ كلامه كان إدانة حقّة تتوجه إلى كُلّ عمليات سفك الدماء ، والأنشطة التي تدعو إلى حالات من شيوع التخلّي عن المروءة الإسلامية ،