الفصل الثامن
الأخبار النبويّة تعلن عن خلافة علي ومن دون منازع
وبعد مضي ثلاثة أو أربعة أيام كان قد تعرض فيها طلال إلى نزلة برد ، لم يستطع في خلالها مغادرة الفراش ، وكنت أنا أعوده وأزوره بين الفينة والأُخرى ، واتفقد حاله حتّى إذا ما تماثل إلى الشفاء عدنا ومن جديد إلى مناظراتنا العقائدية .. ولقد كان هو متلهفاً إليها أكثر مني .. بينما جعل يقول لي :
ـ « إنّي أحس تجاهك وتجاه سائر إخواني بواجبات شرعية ، وذلك حينما يطالبونني هم بعقد مثل هذه الجلسات العلمية. بيد أن مثل هذا ما كان ليمنع فكري من أن يبحر عبر المسافات ، فيجتاز بأفكار الآخرين ، ويسابق الموج لديهم من دون أن يثير أيّما زوبعة أو مد وجزر اصطناعيين بحيث يضايق أذواقهم ، ويصادر حرياتهم ، أو يعمل على تفتيت روح تحركاتهم الفردية ، وبالتالي يناكد سياحات اختياراتهم العقائدية .. إذ إنّ لكُلّ فرد تلك الحرية الخاصّة ، وذلك النبوغ الفني المعتد به ، والذي من خلاله يمكن أن ينتقي لنفسه طريقاً يعتبره ومن خلال تمتعه بكامل شرائط ومقومات الانتخاب الذاتي منهجه العقائدي وإنتماءه العلمي ليس إلاّ. ومن بعد ذلك فكُلّ منّا سيكون مسؤولاً عن مقالته! ».
وإذا ما كنا قد انتخبنا هذه المرة مكاناً يحاط بمجموعة لا بأس بها من الكتب والمجلدات ، فإنّا كنّا قد غدونا حينها على كامل الاستعداد لكي نبدأ