إذن الأنبياء يحملون مشروع العولمة الإلهية لجميع البشر وهو يضمن لهم السعادة والنظام والعدل.
نزعة البشر للتوحّد ، ونزعتهم للتفرّق
هناك نزعتان للبشرية : إحداهما للوحدة ، والأُخرى للاختلاف والتكتل والتحزّب والتفرق ، ومن مظاهر النزوع للاختلافِ نظام الحكم الملكي والنظامِ السلطاني ونظام القبائل ونظام التمييز العرقي المنتشر في إفريقيا ، بل في الحضارات الغربية ، فنسمع عن النازية في ألمانيا ـ على سبيل المثال وكذلك النظام القومي الذي برز في تركيا ودور أتاتورك فيها ، وإيران والقومية الفارسية ودور شاه ايران فيها ، والقوميّون العرب ، وهناك النظام الوطني ، هذه أنظمة تضمن التوحّد في الإطار الضيّق المتمثّل في الوطن والعرق والقومية ، ولكنها تمثّل تفرّقاً على مستوى المجموع البشري والعالم ، فهي توحّد من جانب ، وتفرّق من جانب آخر. وكذلك نرى هذه التفرقة على مستوى الطرح الرأسمالي التي تتجلّى فيه التفرقة بين طبقات المجتمع بصورة واضحة.
الأُمم المتحدة مظهر من مظاهر الوحدة
ولو ألقينا نظرة على الأُمم المتحدة التي بدأت بعد الحرب العالمية الثانية ، فكانت من مصاديق الوحدة على عدّة محاور ، منها : المحور الثقافي والتعليم المتمثّل في اليونيسكو ، وعلى محور القضاء محكمة لاهاي الدولية ، وعلى المحور الاقتصادي المتمثّل في البنك الدولي ، وكذلك الوحدة في الأمن المتمثّل في مجلس الأمن ، والوحدة في القانون ، مثل : قانون الفيتو.
وظهرت قبل الأُمم المتحدة تحالفات سياسية وعسكرية كانت تمثّل توحّد نسبي ، أي : توحّد من جهة ضيّقة ، وتفرّق من جهة أُخرى ، وهي الجهة التي