لابدّ من نظرة شاملة لحقوق الإنسان
نحن لسنا ماديين حتّى نحصر الحقوق في حقوق الطبيعة ، ولسنا غرائزيين وجنسيين حتّى نحصر الحقوق في الحقوق الغرائزية ، بل نسلّم برؤية تكوينية بأنّ الإنسان ذو طبقات متعدّدة ، فيه الغرائز الجنسية ، وفيه العقل ، وفيه الوهم ، وفيه الخيال ، وفيه القلب ، وفيه الضمير ، وفيه الوجدان ، وهو شبيه بمنبنى ذي طبقات ، وكلّ قوّة من قوى الإنسان لها حقوق ، وليس من الصحيح أن ننظر إلى طبقة من طبقات الإنسان ونهمل باقي الطبقات ، وهذه الرؤية تؤثّر في أُسس الحقوق وأُسس القانون بين المدرسة الإسلامية والمدرسة الغربية ، وبين المدرسة الإمامية والمدارس الأُخرى ، هذه كلّها أُسس للانطلاق.
العدل في تنمية قوى الإنسان
فمثلا : من العدل أن ينمّي الإنسان كلّ قواه ، ولا ينمّي قوّة على حساب القوى الأُخرى ، فليس من الصحيح أن ينمّي الجانب الغريزي ويهمل الجوانب الأُخرى كالجانب العقلي ـ مثلا ـ أو إذا اهتمّ بالجانب العقلي فيجب أن يعطي الجانب الغريزي حقّه أيضاً.
هل الإنسان مركز التقنين أم الله؟
إمّا أن نجعل الإنسان مركزاً للتقنين والحقوق ، أو نجعل المنطلق في تقنين الحقوق هو الله عزّ وجل ، والصحيح ـ طبعاً ـ في النظر الإسلامي أن يكون المنطلق هو الله عزّ وجلّ وليس الإنسان ، وهذا فرق بين الرؤية الحقوقية الإسلامية وبين الرؤية الحقوقية غير الإسلامية ، أو بتعبير أدق هناك فرق بين الرؤية الحقوقية الإديانية التي تشمل اليهود والنصارى الذين من المفترض أن يجعلوا محور