الفحشاء ظاهرة فردية والمنكر ظاهرة اجتماعية
والفحشاء تكون ظاهرة فردية والمنكر ظاهرة اجتماعية ، والظاهرة الفردية هي التي تؤثّر في الظاهرة الاجتماعية حينما تتكرر من هذا الشخص أو ذاك الشخص ، والظواهر الاجتماعية السلبية إذا فشت في المجتمع تدمّره تدميراً ، ويقول الحديث : « كما تكونوا يولّى عليكم » (١) ، فيكون الحاكم هو مجمع جميع المساوىء والسيّئات في ذلك المجتمع.
البغي نتيجة انتشار المنكر
والبغي الذي تذكره الآية يأتي في مرحلة انتشار المنكر ، وانتشار المنكر هو الذي يهيّىء لظهور البغي ، والظاهرة اليزيدية والأموية الظالمة لا يمكن دراستها مقطوعة عمّا حدث قبلها من أحداث هيّئت لأمثال معاوية ويزيد للظهور والسيطرة على مقدّرات المسلمين ، والآية تطرح نوعاً من المعادلات في العلوم الاجتماعية والسياسية ، حيث تبدأ من الفحشاء ، وهي الجانب الفردي من المعصية ، ثمّ المنكر الذي يمثّل الظاهرة الاجتماعية السلبية ، ثمّ البغي الذي يمثّل الانحراف في النظام الحاكم الباغي ، وفي الأوامر الواردة في الآية فإنّ العدل هو الذي يهيّىء للإحسان.
صفات المجتمع السليم : العدل والإحسان وإيتاء ذي القربى
وتستطيع أن تحكم على المجتمع من خلال الحلقات الايجابية الثلاث ، وهي : العدل والإحسان وإيتاء ذي القربى ، أو من خلال الحلقات السلبية الثلاث ، وهي : الفحشاء والمنكر والبغي حتّى تتعرّف على المسار الذي يسير فيه المجتمع.
__________________
١ ـ كنز العمال ٦ : ٣٦ ، الحديث ١٤٩٦٨.