فكيفَ إذا حُفَّ الأمرُ بقرائن توحي بالعكس ، وكيفَ إذا صدرت هذه الكلمةُ بهذا التسامح من إنسانٍ جلسَ في الموقع الذي يُحاسبُ فيه على الصغيرة والكبيرة من أطراف كلامه؟
وعلى أيّة حال فإنَّ ما تكلَّفه ( ابنُ تيمية ) أمرٌ مرفوضٌ من الناحية العلمية بالدرجة الأُولى ، ومن ناحية كونه التفافاً معلناً على الحقائق ، وتزويراً صريحاً للمفاهيم الإسلامية ، بما يصبُّ في صالح الأحقاد المذهبية ، والتعصب الذميم.
التبريرُ الثاني : لأبي إسحاق الشاطبي
ومن النافين لتقسيم ( البِدعة ) الذين حاولوا توجيهَ صلاة ( التراويح ) ( أبو إسحاق الشاطبي ) ، حيثُ أقامَ استدلالَه على ركيزتين :
الركيزة الاولى :
إنَّه اعتبرَ الفترةَ الزمنيةَ التي تركَ فيها رسولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم أداءَ التراويح حسب زعمه ، مضافاً إلى الفترة التي لم يصلِّ فيها ( أبو بكر ) هذه الصلاة .. اعتبرها كافيةً لتطبيق التعريف اللغوي على ( البِدعة ) ، وأنَّها ليست مسبوقةً بمثالٍ سابق ، فلم تُستعمل في المعنى الشرعي ، لكي نلجأ للقول بالتقسيم.