(١)
نص الحديثِ ومضمونه
وردَ في معظم كتب ( مدرسة الصحابة ) ومنها ( السُّنن ) واللفظُ لـ ( الدارمي ) :
|
( عن عرباض بن سارية قالَ : صلّى لنا رسولُ اللهِ صَلّى اللهُ عَليهِ وسَلَّمَ صلاةَ الفجر ، ثمَّ وعظَ موعظةً بليغةً ذرفت منها العيونُ ، ووجلت منها القلوبُ ، فقالَ قائلٌ : ـ يارسولَ اللهِ كأنَّها موعظة مودِّع فأوصِنا ، فقالَ : ـ أُوصيكم بتقوى اللهِ ، والسمعِ والطاعةِ ، وإنْ كانَ عبداً حبشياً ، فإنَّه مَن يعشْ منكم بعدي فسيرى اختلافاً كثيراً ، فعليكم بسنَّتي وسُنَّةِ الخلفاءِ الراشدينَ المهديينَ ، عضُّوا عليها بالنواجذ ) (١). |
إنَّ التفسيرَ العام الذي ذكرَه علماءُ ( مدرسةِ الصحابة ) لهذا الحديثِ هو ضرورةُ السَّمعِ والطاعةِ لكلِ والٍ وحاكمٍ مهما كانَ وضعُه وشكلُهُ ، ثم يأمرُ الحديثُ باتباع سُنَّة الخلفاء الراشدين المهديين ، وضرورة العضَّ عليها بـ ( النواجذ ) (٢) ، مبالغةً للتمسُّكِ بها ،
__________________
(١) الدارمي ، سنن الدارمي ، ج : ١ ، ص : ٥٧ ، ح : ٥٩ ، باب : اتباع السُنَّة. وسنن أبي داود ، ج : ٤ ، ص : ٢٠٠ ، باب : لزوم السُنَّة ، ح : ٤٦٠٧ ، وفيه : ( وسنة الخلفاء المهديين الراشدين ) ، وسنن الترمذي ، المجلد الخامس ، كتاب : العلم ، ص : ٤٣ ، باب : ١٦ ، ح : ٢٦٧٦. وسنن ابن ماجة ، ج : ١ ، ص : ١٦ ، ح : ٤٣ ، اتباع سُنَّة الخلفاء الراشدين المهديين. ومسند أحمد بن حنبل ، ج : ٥ ، ص : ١٠٩ ، ح : ١٦٦٩٢ ، ح : ١٦٦٩٤ ، ح : ١٦٦٩٥. وكنز العمال ، ج : ٦ ، ص : ٥٥ ، ح : ١٤٨١٨ ، وفيه : ( ولا تنازعوا الأمر أهله ، وإن كان عبداً أسود ، عليكم بما تعرفون من سُنَّة نبيكم والخلفاء الراشدين المهديين ).
(٢) جاءَ في صحلح الجوهري : الناجذ : هو آخرُ الأضراس ، وللأسنان أربعة نواجذ في أقصى الأسنان بعد الأرحاء ، ويُسمى ضرس الحُلُم لأنَّه ينبتُ بعد البلوغ وكمال العقل ، يُقال : ضحك حتى بدت نواجذُه ، إذا استغرقَ فيه ، الجوهري ، الصحاح ، ج : ٢ ، ص : ٥٧١.