وبهذا فإنَّ حديثَ ( سُنَّة الخلفاء الراشدين ) حديثٌ ساقطٌ عن الاعتبار من جهة السند ، وأقربُ الظن أنَّه حديث مختَلق ، وليس له أصلٌ مطلقاً ، وقد نُسب إلى رسولِ اللّهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم كذباً وزوراً ، وقد رأينا ضعفَ جميع أسانيده المذكورة في أكثر الكتب اعتباراً لدى علماء مدرسة الخلفاء؛ وبهذا فهو لا يمتلك أية قيمة علمية للتعويل عليه.
إنَّ حديث ( سُنَّة الخلفاء الراشدين ) ينتهي بجميع أسانيده المتقدمة إلى رجلٍ واحد وهو ( العرباض بن سارية ) ، فيكون من أخبار الآحاد التي يمكن أن تكون معتمدة بشكل أساسي في مجمل القضايا الشرعية ، وخصوصاً القضايا العقائدية الحساسة.
إضافةً إلى ما تقدم من ضعف سند حديث ( سُنَّة الخفاء الراشدين ) ، وكونه من أخبار الآحاد ، فإنَّ هناك ملاحظات وإشكالات في داخل الحديث توجب الريبة في الحديث وعدم الاطمئنان والركون إليه ، وإنَّه قد تعرض إلى شرائط مطلقة لا يمكن قبولها على ما هي عليه ، إلا إذا ضممنا إليها الأدلة المخصصة الأُخرى ، ونحن نحتمل
________________________
وفيه أيضاً : ( وحاصل الأمر أنَّ لبقية عن الثقات أيضاً ما يُنكر وما لا يُتابع عليه ) : شمس الدين الذهبي ، سير أعلام النبلاء ، ج : ٨ ، ص : ٥٢٧.
وقالَ ( أبو مسهر ) : ( بقية ليست أحاديثه نقية ، فكن منها على تقية ) : ابن حجر العسقلاني ، تهذيب التهذيب ، ج : ١ ، ص : ٤٧٦ ، الجرح والتعديل للرازي ، ج : ٢ ، ص : ٤٣٥ ، وسير أعلام النبلاء للذهبي ، ج : ٨ ، ص : ٥٢٣ ، وتاريخ بغداد للبغدادي ، ج : ٧ ، ص : ١٢٤ ، وتهذيب الكمال للمزي ، ج : ٤ ، ص : ١٩٨.