* ما روي عن أبي جعفر وأبي عبد اللّه عليهماالسلام أنَّهما قالَا :
|
( حجَّ عمرُ أولَ سُنَّة حجَّ وهو خليفةٌ ، فحجَّ تلكَ السنة المهاجرونَ والأنصار ، وكانَ علي عَليهِ السلامُ قد حجَّ تلكَ السنة بالحسن والحسين وعبد اللّه بن جعفر ، قالَ : فلمّا أحرم عبدُ اللّهِ لبس إزاراً وردَاءاً ممشَّقَين مصبوغين بطين المَشق ، ثم أتى فنظرَ إليه عمرُ وهو يلبّي ، وعليه الإزارُ والرداءُ ، وهو يسيرُ إلى جنب علي عَليهِ السلامُ فقالَ عمرُ مِن خلفهم : ـ ما هذه البدعةُ التي في الحرم؟ |
________________________
وقوله عندما انتهت إليه أنباء السقيفة : ( ما قالَت الأنصار؟ قالَوا : قالَت : منّا أمير ومنكم أمير ، قالَ عَليهِ السلامُ : فهلاّ احتججتُم عليهم بأنَّ رسول اللّه صَلّى اللهُ عَليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ وصّى بأن يُحسن إلى محسنهم ، ويُتجاوز عن مسيئهم؟ قالَوا : وما في هذا من الحجة عليهم؟ قالَ عَليهِ السلامُ : لو كانت الإمامة فيهم لم تكن الوصيةُ بهم ، ثم قالَ عَليهِ السلامُ : فماذا قالَت قريش؟ قالَوا : احتجَّت بأنَّها شجرة رسول اللّه صَلّى اللهُ عَليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ ، فقالَ عَليهِ السلامُ : احتجّوا بالشجرة ، وأضاعوا الثمرة ) : نهج البلاغة : الكلام / ٦٧.
وحسبُكَ ما في الخطبة الشقشقية من لوم وتقريع ، حيث يقولُ أمير المؤمنين عَليهِ السلامُ في جوانب منها : ( أما واللّه ، لقد تقمَّصها فلان ، وإنَّه ليعلم أنَّ محلي منها محلَّ القطب من الرَّحى ، ينحدرُ عنّي السيلُ ، ولا يرقى اليَّ الطير ، فسدلتُ دونَها ثوباً ، وطويتُ عنها كشحاً ، وطفقتُ أرتئي بينَ أن أصولَ بيدٍ جذّاء ، أو أصبرَ على طخيةٍ عمياء ، يهرم فيها الكبير ، ويشيبُ فيها الصغير ، ويكدحُ فيها مؤمن حتى يلقى ربَّه! فرأيتُ أنَّ الصبرَ على هاتا أحجى ، فصبرتُ وفي العين قذىً ، وفي الحلق شجاً ، أرى تراثي نهباً ، حتى مضى الأول لسبيله ، فأدلى بها إلى فلانٍ بعدَه ، ثمَّ تمثَّل بقول الأعشى : شتان ما يومي على كورها * * * ويوم حيّان أخي جابر فيا عجباً!! بينا هو يستقيلُها في حياته ، إذ عَقَدها لآخر بعد وفاته…إلى أن يقولُ عَليهِ السلامُ ( فصبرتُ على طول المدّة ، وشدة المحنة ، حتى إذا مضى لسبيله ، جعلها في جماعةٍ زعم أنَّي أحدهم ، فيا للّه وللشورى ، متى اعترضَ الريبُ فيَّ مَعَ الأول منهم ، حتى صرتُ اُقرن إلى هذهِ النظائر؟ لكنّي أسففتُ إذ أسفُّوا ، وطرتُ إذ طاروا ، فصغا رجل منهم لضغنه ، ومالَ الآخر لصهره ، مَعَ هنٍ وهَنٍ ، إلى أن قامَ ثالث القوم نافحا حضنيه ، بين نثيله ومعتلفه ، وقامَ معه بنو أبية ، يخضمونَ مالَ اللّه خضمةَ الإبل نبتةَ الربيع ، إلى أن انتكث عليه فتلُه ، وأجهزَ عليه عملُه ، وكَبَت به بطنتُه )!! : نهج البلاغة : الخطبة / ٣.