يكفينا للاطلاع الإجمالي على بعض النماذج البارزة لصور الخلاف الواقعة بين كلٍّ من ( أبي بكر ) و ( عمر ) و ( عثمان ) أن نوردَ ما ذكره ( طه العلواني ) في كتاب ( أدب الاختلاف في الإسلام ) حيث يقولُ ما لفظه :
|
( فمما اختلفَ فيه الشيخان ـ أبو بكر وعمر رضيَ اللّهُ عنهما غيرَ ما ذكرنا ... سبي أهل الردّة ، فقد كان أبو بكر يرى سبيَ نساء المرتدين ، على عكس ما يراه عمرُ الذي نقضَ ـ في خلافته ـ حكمَ أبي بكر في هذهِ المسألة ، وردَهنَّ إلى أهليهنَّ حرائرَ ، إلا مَن ولدت لسيدها منهنَّ ، ومن جملتهنَّ كانت خولةُ بنتُ جعفر الحنفية أُم محمد بن علي رضيَ اللّهُ عنهما. كما اختلفا في قسمةِ الأراضي المفتوحة ، فكان أبو بكر يرى قسمتَها ، وكانَ عمرُ يرى وقفَها ولم يقسِّمها. وكذلكَ اختلفا في المفاضلةِ في العطاء ، فكانَ أبو بكر يرى التسويةَ في الأعطيات ، حينَ كانَ عمرُ يرى المفاضلة ، وقد فاضَل بين المسلمينَ في أعطياتهم. وعمر لم يستخلف ، على حين استخلفَه أبو بكر ، كما كانَ بينهما اختلافٌ في كثيرٍ من مسائل الفقه ) (١). |
فمن حق المرء بعدَ أنْ يطّلعَ على هذهِ النماذج من صور الخلافِ التي وقعت تارةً بينَ أمير المؤمنين علي عليهالسلام من جهةٍ ، وبينَ كلٍّ من ( أبي بكر ) و ( عمر ) و ( عثمان ) من جهةٍ ثانيةٍ ، ووقعت تارةً أُخرى بين ( أبي بكر ) و ( عمر ) و ( عثمان ) أنفسهم .. أنْ يتساءَلَ من رواد حديث ( سُنَّةِ الخلفاءِ الراشدين ) والمتمسكينَ به ، أنَّه هل يمكنُ أنْ
__________________
(١) العلواني ، طه جابر ، أدب الاختلاف في الإسلام ، ص : ٥٩ ـ ٦٠.