(١)
اختصاص التشريع باللهِ تعالى
إنَّ التشريعَ الإلهي أمرٌ توقيفي لا يجوزُ الاجتهادُ في مقابله ، أو الإدلاء برأي شخصي في شأنه؛ لأنَّه صادرٌ من الكمال المطلق المحيطِ بكلِّ جزئيات الحياة ، والمستوعبِ لمختلف أجوائها وظروفها ، ولذلك شدَّدت الشريعةُ الإسلاميةُ على أيةِ ظاهرةٍ تشريعية تحاولُ أنْ تُحدثَ منفذاً في هذا الإطار العام ، أو تضعَ نفسها بديلاً عن القوانين الإلهية الشاملة ، وكانَ بسبب ذلك أنْ حذَّرت الشريعةُ الإسلاميةُ تحذيراً شديداً من الكذب والافتراء على اللّه ورسوله ، من خلال حشدٍ كبير من الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة.
فمن ذلك قوله ( جَلَّ وَعَلا ) :
|
( فَمن أظَلمُ مَمنِ افترى عَلى اللّهِ كَذِباً أو كَذَّبَ بِآيَاتهِ إِنَّهُ لا يُفلحُ المُجرِمونَ ) (١). |
وقوله ( جَلَّ وعَلا ) :
|
( قُل أَرأيتُم مَّا أَنزَل اللّهُ لَكُم مِن رِزقٍ فَجَعلتُم مِنُه حَرَاماً وَحَلالاً قُل ءآللّه أذِنَ لَكُم أم عَلى اللّهِ تَفترونَ ) (٢). |
وقوله ( جَلَّ وَعَلا ) :
|
( إنّمَا يَفترِي الكَذِبَ الَّذينَ لا يؤمِنونَ بِآيَاتِ اللّهِ ) (٣). |
وقوله ( جَلَّ وَعَلا ) :
__________________
(١) يونس / ١٧.
(٢) يونس / ٥٩.
(٣) النحل / ١٠٥.