أخرى لتوجيه ( التراويح ) ، وهي تصبُّ في التخفيف من حدة التشريع الشخصي في مقابل النص الإلهي ، وسوف نتناول أهم تبريرين ضمن هذا الفصل من الدراسة.
التبرير الأول
التراويح دعوة إلى الصلاة وتشدد في حفظ القرآن
من الغريب حقاً ما قامَ به صاحب كتاب ( المغني ) من محاولات متعسّفة لتبرير هذهِ ( البدعة ) حيث يقول :
|
( وإذا كان فيه الدعاء إلى الصلاة ، والتشدد في حفظ القرآن ، فما الذي يمنع أن يعمل به على وجه أنه مسنون ) (١)؟!! |
فهل أنَّ الأمر المختلف فيه أمرٌ ذوقي يمكن بشأنه الإرجاع إلى حكم العقل البشري القاصر عن إدراك المصالح والمفاسد بأبعادها وتفاصيلها الغائبة عنه؟!
على أنَّ الأدلة الشرعية القاطعة تضافرت على نبذ هذا النمط من الاستدلال الذي يعتمد على العقل والذوق ، والردع عن ذلك ، باعتبار أنَّ دين اللّه لا يُصابُ بالعقول.
وهل هذا إلا تحكيم للرأي الذي يتقاطع مَعَ تعاليم الشرع المبين ، ويخالف فلسفة التشريع من الأساس؟ وهل يمكن لنا من خلال إدراك مصلحة معيّنة في فعلٍ معين من أن نشرّع ذلك العمل ، ونعدّه مندوباً؟!
|
( وهل كان عمر أشفق على المسلمين ، وأعرف بمصلحتهم من ربِّهم ونبيِّهم ) (٢)؟ |
__________________
(١) نقله الشريف المرتضى في الشافي في الإمامة ، ج : ٤ ، ص : ٢١٧.
(٢) ابن طاووس الحسني ، رضي الدين علي بن موسى ، الطرائف في معرفة المذاهب والطوائف ، ص : ٤٥٦.