|
ويقرأ في كل ركعة منها سورةً من قصار المفصل! أفيقول أحد إنَّ هذا بدعة ، لأنه لم يرد فيه نص ولا سبق إليه المسلمون من قبل )؟! |
ثم يضيف مبرراً لبدعة ( التراويح ) دخولها في دائرة الجواز بزعمه :
|
( فإن قال : هذا يسوغ ، فإنَّه داخل تحت عموم ما ورد في فضل صلاة النافلة ، قيل له : والتراويح جائزة ومسنونة لأنَّها داخلة تحت عموم ما ورد في فضل صلاة الجماعة ) (١). |
ولنا على كلام ( المعتزلي ) هذا ملاحظتان :
إنَّ العمل العبادي الذي نعته ( ابن أبي الحديد ) بالجواز ، وادّعى انَّه ليس بمكروه ولا حرام باتفاق الجميع ، لا يخلو من نقاش ، إذ أنَّ هناك خلافاً مستفيضاً بين الفقهاء في أنَّه هل يجوز الإتيان بالنوافل على أية هيئة كانت ، أو أنَّ صلاة النافلة لا بدَّ أن تُراعى فيها الشروط التوقيفية التي ذكرتها الشريعة الإسلامية لها؟؟
فالرأي الذي عليه أتباع مدرسة أهل البيت عليهمالسلام هو عدم جواز الإتيان بالنافلة التطوعية إلا بصورتها التوقيفية التي رويت عن النبي الخاتَم ( صَلّى اللهُ عَليهِ وآلِهِ وسِلَّمَ ) ، وأهل بيته الطاهرين عليهمالسلام ، وهي أن تكون ركعتين ركعتين.
قال السيّد ( محمد كاظم اليزدي ) في ( العروة الوثقى ) :
|
( يجب الإتيان بالنوافل ركعتين ركعتين ) (٢). |
وقال الشيخ ( الطوسي ) في ( الخلاف ) :
__________________
(١) المعتزلي ، ابن أبي الحديد ، شرح نهج البلاغة ، ج : ١٢ ، ص : ٢٨٣.
(٢) اليزدي ، محمد كاظم ، العروة الوثقى ، ج : ١ ، ص : ٥١٥ ، مسألة : ١.