نظرة
على الفصل السابع
لقد تركت صلاةُ ( التراويح ) بصماتِها وآثارَها على الحياةِ الإسلاميَّة في مختلفِ الجوانب والأبعاد ، فبعدَ أنْ شيَّدَ لها أعلامُ ( مدرسةِ الصحابة ) ركاماً من الأوهام التي اعتبروها أدلَّةً على مشروعيتها ، أخذت تمتدُّ كالاخطبوط على صفحاتِ الكتبِ ، وعلى مسرحِ الحياة ، وتناولها القومُ تناولَ المسلَّماتِ جيلاً بعدَ جيل ، حتى أصبحت جزءاً لا يتجزأٌ عن فتاواهم ، ودراساتِهم ، وحياتِهم ، وأخذوا يتباهونَ بها في ليالي شهرِ رمضان ، ويتسابقونَ إليها ، ويشنِّعونَ على أتباعِ مدرسةِ أهل البيتِ (ع) على عدم ممارستِها طبقاً للكيفيةِ التي يمارسونها!!
فالطامةُ الكبرى هيَ أنْ تحتلَّ ( بدعةٌ ) لا أصلَ لها في الإسلامِ مثلَ هذا الموقع ، ويُبنى كلُّ هذا البناءِ على شفا جرفٍ هارٍ لا قاعدةَ لهُ ولا أساس!!لقد دخلتِ ( التراويحُ ) في العشراتِ من أبوابِ الفقهِ المختلفة ، وناقشها علماءُ ( مدرسةِ الصحابة ) في عشراتِ المواضع من كتبهم العلمية ، أضف إلى أنَّ عدمَ الإلتزام بها صارَ مثلبةً على مَن يعتقدُ بعدمِ مشروعيتها ، وطريقاً إلى تفتيتِ وحدةِ المسلمينَ من خلالِ الاتهامات الباطلةِ والكلماتِ اللامسؤولة ، كما أنَّها أصبحت ملاذاً للملايينَ من المسلمينَ المعتقدينَ بشرعيتها ، يقصدونَها كلَّ عامٍ من دونِ أدنى تساؤلٍ أو مناقشة ، ولكنَّ المسلمَ المتفكرَ الحرَّ يبقى ساعياً نحوَ الحقيقةِ ، ومطابقاً عملَهُ مع الشريعةِ ، بعيداً عن الميولِ والعواطفِ والتقاليد.
صلاةُ التراويح