بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
عندما يشعر الإنسان بأنَّه مخلوق من أجل غايةٍ مقدسةٍ خالدة ، وخاضع لرقابةِ الله ، ومسؤول عن الصغيرةِ والكبيرة من أفعاله ، فإنَّه يسعى جاهداً من أجل نيلِ السعادةِ الأبدية ، من خلال تطبيقِ أحكامِ الخالقِ المبدع ، وتجسيدِ تعاليمه ، ليكونَ فكرُه ، وخلُقُه ، وسلوكُه ، موافقاً لما أراده اللهُ تعالى منه ، ومكلَّلاً بعنايته ومرضاته.
فينظرُ الإنسانُ على صعيدِ الفكرِ في معتقداته ، لينهضَ بها إلى مستوى النُّضج ، والمعرفةِ اليقينية الشاملة ، فيؤسّسَ بذلك قاعدةً فكريةً محكمة ، ورؤيةً كونيةً واضحة ، تمنحُه الثقةَ والثبات ، وترفدُه بالطمأنينةِ والأمان.
وينظرُ ثانيةً على صعيدِ النفسِ في سجاياه ، ليرتقيَ بها نحوَ التتميمِ والتهذيب ، ويخلِّصَها من الشوائبِ والنقائص ، ويعوِّدَها على محاسنِ الأفعال ، ومكارمِ الأخلاق ، ويروضَها على الفضيلةِ والإخلاصِ والصفاء ، ليردفَ من خلالِ ذلك العقيدةَ السليمةَ بالخُلُقِ الرفيع.
وينظرُ ثالثةً على صعيدِ السلوكِ في مواقفه العملية تجاه خالقِه ، ونفسِه ، وعائلتِه ، والمجتمعِ المحيطِ به ، لينظِّمَ عباداتِه ، ومعاملاتِه ، وفقاً لتعاليمِ الإسلامِ العظيم ، ويجعلَ من شريعةِ الإسلام محوراً لحركاتِه وسكناتِه ، ورافداً لأساليبِ حياتِه.