|
( وخرَّجَ سعيد بنُ منصور وإسماعيلُ القاضي عن أبي أُمامةَ الباهلي رضيَ اللهُ عنه أنَّهُ قالَ : ـ أحدثتُم قيامَ شهرِ رمضانَ ولم يُكتب عليكم ، إنَّما كُتبَ عليكم الصيامُ ) (١). |
بل حتى ( أُبي بن كعب ) الذي نصَّبه ( عمرُ بنُ الخطاب ) إماماً على الرجال في هذه الصلاة كان قد اعترَضَ اعتراضاً مبطَّناً على إقامة ( التراويح ) ؛ لأنَّه لم يكن يرى مشروعيتَها ، ويقطعُ بأنَّها ( بدعةٌ ) وضلالة ، ولكنَّه تراخى في موقفه أمام هيبة الخليفةِ وقراراتِهِ الصارمة ، فقد رُويَ في ( كنزِ العمال ) :
|
( عن أُبي بنِ كعب أنَّ عمرَ بنَ الخطّابِ أمرَه أنْ يصلّيَ بالليل في رمضانَ ، فقالَ : ـ إنَّ الناسَ يصومونَ النهارَ ، ولا يحسنونَ أنْ يقرأوا ، فلو قرأتَ عليهم بالليل ، فقالَ : ـ يا أميرَ المؤمنينَ! هذا شيءٌ لم يكنْ!! فقالَ : ـ قد علمتُ ، ولكنَّه حَسَنٌ! فصلّى بهم عشرينَ ركعةً ) (٢). |
وكانَ ( أُبي ) لا يرغبُ في المشاركة مع الناسِ في العشر الأواخر من شهرِ رمضانَ ، وكانَ يفرُّ بنفسه من أجلِ الخلوةِ مع الله ، والتنفلِ في بيته ، عودةً منه إلى سُنَّةِ رسولِ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وكانَ يتعرضُ إلى الانتقاد الشديد من قبل أنصار ( التراويح ) ؛ حتى أنَّهم نعتوه بـ ( الآبق ) ، تشبيهاً له بالعبدِ الهارب ، فقد جاءَ في ( عون المعبود ) :
__________________
(١) الشاطبي ، أبو اسحق ، الاعتصام ، ج : ١ ، ص : ٢٩١.
(٢) المتقي الهندي ، علاء الدين ، كنز العمال ، ج : ٨ ، ح : ٢٣٤٧١ ، ص : ٤٠٩.