نظرة
على الفصل الرابع
إنَّ من أهم التبريرات التي حاولها علماءُ ( مدرسة الصحابة ) توجيه صلاة ( التراويح ) هو القول بأنَّها بِدعةٌ حسنةٌ ، وهذا يعني تقسيم ( البِدعة ) إلى مذمومة وحسنة ، وكان تبريرُ ( التراويح ) هو الدافع الأساسي لهذا التقسيم.
وسوفُ نتناول خلال هذا الفصل هذا التبرير بالبحث والتحليل؛ فننظر في حجج القائلين بتقسيم البدعة ، ونبطلها من خلال الأدلة القاطعة ، فمفهوم البدعة أولاً : غير قابل للانقسام عقلاً لأنَّه كمفهوم الكذب على الله ورسوله ، وثانياً : نستفيد نفي التقسيم من الحديث النبوي ( كل بدعةٍ ضلالة ) ، وثالثاً : نستوحي عدم التقسيم من النصوص الشرعية ، ورابعاً : نستوحي عدم التقسيم من استعمال المتشرعة للـ ( البدعة ) في خصوص الحادث المذموم ، ومن خلال كلِّ ذلك نثبتُ أنهُ ليسَ للـ ( البدعة ) إلاّ معنىً واحد وهو الحادثُ المذموم.
ثمَّ ننتقلُ إلى النافينَ للتقسيم المزعوم ، ونرى التبريرات التي قدموها لتوجيه مشروعية ( التراويح ) ، فنتناولُ ثلاثة تبريرات منها ، وهي محاولةٌ لابن تيمية ، وثانيةٌ لأبي إسحاق الشاطبي ، والثالثةُ لصالح الفوزان ، فنتناولُ هذه المحاولات ، ونفنِّدُها الواحدةَ بعد الأخرى ، فيثبتُ لدينا بأنَّ تبريرَ ( التراويح ) بأنَّها بِدعةٌ حسنةٌ غيرُ مقبولٍ مطلقاً ، فلا يبقى إلاّ أنَّها بدعةٌ محدثةٌ.
صلاةُ التراويح