(٢)
معَ القائلينَ بتقسيمِ البِدعة
أرجو من القارئ الكريم أنْ يركِّزَ عند مطالعة الأقوال التالية على نقطة مهمةٍ جداً في التقسيم ، وهي بناءُ التقسيمات المزعومة على أساسٍ واحد ، وهو عبارةٌ عن مقولة ( نعمتِ البدعةُ هذهِ ) ، وانطلاقُها من هذا الاتجاه.
وأهم هذهِ الأقوال هي :
١ ـ الشافعي :
روى ( البيهقي ) بإسناده عن ( الشافعي ) أنَّه قالَ :
|
( المحدثاتُ من الأمورِ ضربان : أحدُهما ما أُحدث مما يخالفُ كتاباً ، أو سُنَّة ، أو أثراً ، أو إجماعاً ، فهذه البِدعةُ الضلالة ، والثاني ما أُحدثَ من الخير ، لا خلافَ فيه لواحدٍ من العلماء ، وهذه محدثةٌ غيرُ مذمومة ، وقالَ عمر رضيَ اللهُ عنه في قيام شهر رمضان : نعمتِ البدعةُ هذهِ ) (١). |
وقالَ الربيعُ معقّباً على ذلك :
|
( وقد استندَ في كلا التعبيرينِ إلى قولِ عمر رضيَ اللهُ عنه في صلاة التراويح : نعمتِ البدعةُ هذهِ ) (٢). |
__________________
(١) النووي ، تهذيب الأسماء واللغات ، قسم اللغات ، ج : ١ ، ص : ٢٣.
وانظر : ابن حجر العسقلاني ، فتح الباري بشرح صحيح البخاري ، ج : ١٣ ، ص : ٢٥٣.
(٢) حوّى ، سعيد ، الأساس في السُنَّة وفقهها ( العقائد الإسلامية ) ، ص : ٣٥٩.