عن أبي عبد الله عليهالسلام : العلم سبعة وعشرون حرفاً ، فجميع ما جاءت به الرسل حرفان ، فلم يعرف الناس حتّى اليوم غير الحرفين ، فإذا قام قائمنا أخرج الخمس والعشرين حرفاً فبثّها في الناس وضمّ إليها الحرفين حتّى يبثّها سبعة وعشرين حرفاً ـ (١).
وفي ضوء هذا التقدّم العلمي والثقافي نقرأ ونفهم الروايات التي تحدّثت عن ـ الأمر الجديد ـ و ـ المستأنف ـ وهي كلّها عبارة عن الفهم العميق والمستجد للإسلام والقرآن والذي يتناسب مع ذلك العصر وما بلغه الناس من كمال عقلي ورقي فكري ، عن أبي عبد الله عليهالسلام : ـ إذا قام القائم جاء بأمر غير الذي كان ـ (٢).
وعن جعفر بن محمّد عليهماالسلام قال ـ كيف أنتم لو ضرب أصحاب القائم الفساطيط في مسجد كوفان ثمّ يخرج إليهم المثال المستأنف أمر جديد على العرب شديد ـ (٣).
ولا تستثني الروايات المرأة فيما تعرفه من تكامل علمي ومعرفي ، عن أبي جعفر عليهالسلام : ـ وتؤتون الحكمة في زمانه ، حتّى إنّ المرأة لتقضي في بيتها بكتاب الله وسُنّة رسوله صلىاللهعليهوآله ـ (٤).
تبشّرنا الروايات بقوى استثنائية يتوافر عليها جيل المهدي ، وهي ليست غريبة في سياق التحوّلات التي سيعرفها العالم في ذلك العصر ، ومن ذلك ذهاب العاهات والأمراض والقوّة الروحية والمعنوية والجرأة وهيمنتهم وسيطرتهم على الكائنات الطبيعية والقوى من حولهم :
عن أبي عبد الله عليهالسلام : ـ إذا قام القائم أذهب الله عن كلّ مؤمن العاهة وردّ قوّته ـ (٥).
عن الصادق عليهالسلام : ـ إنّ الله عزّ وجلّ يلقي في قلوب شيعتنا الرعب فإذا قام قائمنا وظهر مهدينا كان الرجل أجرأ من ليث وأمضى من سنان ـ (٦).
__________________
١ ـ المصدر نفسه ، ص ٣٣٦.
٢ ـ المصدر نفسه ، ص ٣٣٢.
٣ ـ النعماني ، الغيبة ، ص ٢١٨.
٤ ـ محمّد باقر المجلسي ، بحار الأنوار ، ج ٥٢ ، ص ٣٥٢.
٥ ـ النعماني ، الغيبة ، ص ٢١٧.
٦ ـ محمّد باقر المجلسي ، بحار الأنوار ، ج ٥٢ ، ص ٣٧١.