وعن أبي جعفر عليهالسلام : ـ كأنّي بأصحاب القائم وقد أحاطوا بما بين الخافقين ليس من شيء إلا وهو مطيع لهم حتّى سباع الأرض وسباع الطير تطلب رضاهم في كلّ شيء حتّى تفخر الأرض على الأرض وتقول مرّ بي اليوم رجل من أصحاب القائم ـ (١).
وعن جعفر بن محمّد عليهالسلام عن أبيه عليهالسلام قال : ـ إذا قام القائم بعث في أقاليم الأرض وفي كلّ إقليم رجلاً يقول : عهدك في كفك فإذا ورد عليك مالا تفهمه ، ولا تعرف القضاء فيه ، فانظر في كفك واعمل بما فيها ـ (٢).
من السمات البارزة لعصر الظهور المواجهة التي يخوضها المهدي عجل الله تعالى فرجه والحروب مع أعداء العدل وقيم المجتمع العالمي ، وستكون المواجهة صعبة يدفع الأنصار ثمنها دماً أو كما تقول الروايات ـ علقاً وعرقاً ـ.
ولكن هناك مواجهة أخرى مع دين مزيّف يواجه المهدي عجل الله تعالى فرجه؛ لأنّه يهدّد مصالحه ومواقعه التي استطاع أن يحتلّها ويفرضها على الناس زمن الغيبة :
عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : ـ إنّ القائم يلقى في حربه ما لم يلق رسول الله صلىاللهعليهوآله ؛ لأنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله أتاهم وهم يعبدون الحجارة المنقورة والخشبة المنحوتة ، وإنّ القائم يخرجون عليه فيتأوّلون عليه كتاب الله ويقاتلون عليه ـ (٣).
عن فضيل بن يسار قال سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : ـ إنّ قائمنا إذا قام استقبل من جهة الناس أشدّ مما استقبله رسول الله صلىاللهعليهوآله من جهّال الجاهلية. فقلت : وكيف ذلك؟ قال : إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله أتى الناس وهم يعبدون الحجارة والصخور والعيدان والخشب المنحوتة ، وإن قائمنا إذا قام أتى الناس وكلّهم يتأوّل عليه كتاب الله ويحتجّ عليه به ثمّ قال : والله ليدخلنّ عليهم عدله أما والله ليدخلنّ عليهم عدله جوف بيوتهم كما يدخل الحرّ والقرّ ـ (٤).
__________________
١ ـ المصدر نفسه ، ص ٣٢٧.
٢ ـ النعماني ، الغيبة ، ص ٢١٨.
٣ ـ م س ، ص ٢٢٠.
٤ ـ م س ، ص ٢٣٠.