المستويات النفسية والفكرية والسلوكية لتحقيق الهدف الإلهي من الخلق ، وحصول اليوم الموعود بقيام المجتمع المعصوم الذي تعيش البشرية في ظلّه العدل الكامل بقيادة الإمام المهدي عجل الله تعالى.
بهذا المعنى يرقى الانتظار ليكون رسالةً وعبادةً بالمعنى الأعمّ ، الذي يصدق على كلّ حركة وفعل ينطلق فيه المرء بهدف التقرّب إلى الله والوصول إلى مرضاته : ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) [ الذاريات ] ، فالانتظار عبادة العصر ، عصر الغيبة الكبرى( وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ) [ العصر ].
والانتظار من جهة أخرى ، مفهوم تاريخي أي يمتلك شرعية تاريخية ، وليس مفهوماً طارئاً ، فالأنبياء السابقون تحدّثوا عن الانتظار؛ لأنّ حركتهم لم تكن لتنفصل عن حركة الإمام المهدي عجل الله تعالى ؛ بل لا نجد لها معنى إلا في ظلال عقيدة المهدي عجل الله تعالى وظهوره ، فثمرة جهودهم الجبّارة تتجسّد في قيام القائم وتأسيسه دولة العدل العالمية ، من هنا بشّر الأنبياء بالحجّة ودلُّوا أقوامهم على الانتظار بمعنى الترقّب والتوقّع حتّى يستوعبوا الموقع الطبيعي لرسالاتهم من مسار التاريخ ويجذّروا في نفوس أتباعهم هدفية الرسالة وحتمية انتصارها النهائي على مستوى العالم كلّه ، والانتظار في مرحلتنا يستهدف بلوغ المسيرة الإنسانية أوج كمالها بتوافر الشرائط الضرورية لذلك.
للانتظار مستويات ثلاثة :
|
ـ انتظار الأُمّة. ـ انتظار الإمام. ـ انتظار الكون. |
والحديث عن الأبعاد الرسالية يتوزّع في هذه المستويات الثلاثة.