القائم عجل الله تعالى فرجه ، ولذلك اعتبر الإمام الخميني قدسسره في كثير من خطاباته وبياناته أنّ الجمهورية الإسلامية في إيران هي دولة المهدي عجل الله تعالى ، وليس ذلك إلا لأنّها ركيزة هامّة وخطوة عظمى نحو الظهور.
البعد العملي الأخير للانتظار يتمثّل في حشد الجماهير عاطفياً وفكرياً وراء راية المهدي عجل الله تعالى عبر كلّ الوسائل والممكنات المتاحة.
فالإيمان بالمهدي ودولته ومشروعه العالمي أحد الشروط الأساسية لقيامه ، وبقدر ما تكتسح هذه المسألة قطاعات واسعة من الناس وبقدر ما تكسب من أنصار جدّد ، وعقول متفاعلة ونفوس متّقدة بقدر ما نكون قطعنا خطوات على طريق الإمام المهدي عجل الله تعالى ، لذلك كان هذا الأمر من المظاهر البارزة للتوطيد الفعلي للمهدي.
والنجاح في هذا الأمر رهين مدى رسوخ إيماننا بالقائد وعمق ارتباطنا النفسي والوجداني ، لذلك كان اليقين سمة بارزة من سمات أنصار المهديf ، عن الإمام زين العابدين عليهالسلام : ـ إنّ أهل زمان غيبته والقائلين بإمامته المنتظرين لظهوره أفضل أهل كلّ زمان ، إنّ الله تعالى ذكره أعطاهم من العقول والأفهام والمعرفة ما صارت الغيبة عندهم بمنـزلة المشاهدة ، وجعلهم في ذلك الزمان بمنـزلة المجاهدين بين يدي رسول الله ـ (١).
وعن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم : ـ يا علي أعجب الناس إيماناً وأعظمهم يقيناً قوم يكونون في آخر الزمان لم يلحقوا النبي وحجب عنهم الحجّةf فآمنوا بسواد على بياض ـ (٢).
عندما نتحدّث عن الانتظار ينصرف الذهن عادة إلى انتظار الناس ، ويغيب عنّا أنّ الإمام المهدي عجل الله تعالى أيضاً ينْتظِرُ فهو المُنْتَظرُ من جهة تعلّقنا به وانشدادنا إليه وتوقعنا ظهوره ، ولكنّه من جهة أخرى هو يَنْتظِرُ فهو المُنْتَظِرُ أيضاً ، إنّه يَنْتَظرُ اكتمال الشرائط الموضوعية لقيامه ، باكتمال عدد أنصاره ووجود الطليعة المخلصة المجاهدة الجاهزة كمّاً وكيفاً ،
__________________
١ ـ محمّد باقر المجلسي ، بحار الأنوار ، ج ٣٦ ، ص ٣٨٧.
٢ ـ المصدر نفسه ، ج ٧٤ ، ص ٥٦.